×
محافظة المنطقة الشرقية

وزير الطاقة والصناعة يدشن حزمة من المشاريع التنموية والصناعية غير مسبوقة

صورة الخبر

مروان الصوالح: لاشك في أن المسرعات الحكومية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، مؤخراً، ترسم مرحلة جديدة في العمل الحكومي والخاص أيضاً لابتكار حلول للتحديدات المجتمعية، وتسريع وتيرة التغيير بهدف خدمة المجتمع وإسعاد الناس. ولعل أبرز ما تضمنته المسرعات في مرحلتها الأولى، كان التعليم، وبالتحديد مرحلة رياض الأطفال، حيث التزمت وزارة التربية والتعليم، بالعمل على التحاق 100% من الأطفال الإماراتيين بهذه المرحلة خلال 90 يوماً. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا نبدأ بتسريع وتيرة التغير في رياض الأطفال؟، ولعل الإجابة تكمن في أن بناء أجيال المستقبل من المواطنين، يجب أن تبدأ من تلك المرحلة، وفق اتجاهات حديثة تحاكي في مضمونها التطورات المشهودة عالمياً في التعليم. أكد خبراء وتربويون، أن هذه المرحلة تمثل العمود الفقري لمنظومة التعليم، وبناء أجيال واعية، تدرك أهمية العلم في بناء المجتمعات، وتتقن أداء واجباتها الوطنية، معتبرين إياها ركيزة أساسية لبناء أجيال العلماء والابتكار والإبداع، ومن هنا تأتي أهمية الاستثمار في الطاقات الفاعلة لتلك الفئة في المستقبل. الخليج تقف مع الخبراء والمختصين على أهمية هذه المرحلة، وتناقشهم في كيفية إسهام رياض الأطفال في بناء أجيال إماراتية مؤهلة لمجابهة تحديات المستقبل؟، وما آلت إليه عملية التطوير فيها، لملاحقة التطورات والمتغيرات سريعاً، فضلاً عن الآليات الجديدة في التعاطي مع أبناء هذه المرحلة، بما يواكب المتغيرات والتطور في مجال التعليم عالمياً. مشاهد التطوير البداية كانت مع تفاصيل التطويرات التي تم إدخالها على مرحلة رياض الأطفال في عامها الأول تحت مظلة وزارة التربية والتعليم، إذ تم تقسيمها إلى مستويينالأول والثاني، حيث اعتمدت الوزارة 7 مواد دراسية لطلبة هذين المستويين، بإجمالي 22 حصة أسبوعياً لكليهما، ضمن الخطة الدراسية المطورة لرياض الأطفال للعام الدراسي 2016-2017. وبلغ نصاب الحصص الأسبوعية لمادة اللغة العربية 6 للمستوى الأول، و5 للثاني، الذي جاء نصيبه في مادة اللغة الإنجليزية حصتين، مقابل صفر للمستوى الأول، فيما جاءت مادة المفاهيم الإسلامية والاجتماعية والمهارات الحياتية، مقسمة بواقع 4 حصص للأول، و3 للثاني. وجاءت الأنصبة متساوية للمستويين، في مادة الرياضيات والتكنولوجيا والتصميم، بواقع 4 حصص لكل منهما، وفي مادة العلوم بواقع 3 حصص لكليهما، و4 حصص لمادة التربية البدنية والصحية لهما، وحصة واحدة لكل مستوى، في مادة الفنون البصرية التطبيقية. التقييم والتخطيط ويتم احتساب 30 دقيقة إضافية للمراجعة اليومية واستعداد الأطفال للعودة للمنزل، وتقديم برنامج اللغة الإنجليزية، وفق نماذج التدريس التشاركي، فضلاً عن تحديد ساعة للمعلمات يومياً، بعد انصراف الأطفال للتقييم والتخطيط والتحضير لليوم التالي، ضمن النصاب الأسبوعي، نظراً لخصوصية هذه المرحلة، وتقع فترات الوجبات والروتين الصحي ضمن ساعات التربية الصحية والبدنية. وفي سياق متصل، اعتمدت الوزارة سياسة تقييم جديدة، لطلبة هذه المرحلة، فضلاً عن تدريب تخصصي مستمر للمعلمين، حيث ركزت السياسة على جمع معلومات دقيقة حول تقدم الأطفال، من خلال استخدام أدوات تقييم متعددة، لتحسين نوعية البرامج التعليمية، وملاحظة تطور نمو الطفل في الجوانب العاطفية والمعرفية والاجتماعية. وتراعي سياسة التقييم الجديدة، مشاركة نتائج التقييم مع أولياء الأمور، كجزء من عملية مستمرة، يلعب فيها الآباء والأمهات دوراً فاعلاً، فضلاً عن تحليل مستويات التحصيل والتقدم، ووضع خطط التطوير لمساعدة الأطفال على تحقيق التطور المطلوب عبر الأنشطة المتنوعة، بالإضافة إلى توفير سجلات متابعة إلكترونية لأداء الطفل، تحتوي على جميع مؤشرات الأداء الرئيسية بمستوياتها الثلاثة. ويضمن التدريب المكثف والمتنوع نقل المعارف الجديدة المتعلقة، بكل جديد على صعيد المنهاج من تخطيط ومصادر وتقييم مع متابعة حثيثة لحسن التطبيق في الميدان. واستندت خطة تطوير رياض الأطفال إلى 6 أسس رئيسية، استعانت بها الوزارة أثناء عملية التخطيط لتطوير منهاج رياض الأطفال، تتمثل في أهداف الأجندة الوطنية لتطوير التعليم، وأفضل الممارسات العالمية في الطفولة المبكرة، فضلاً عن خبرة المؤسسات الحكومية والخاصة لرياض الأطفال، وإطار الرقابة والتقييم الموحد، والمعايير المهنية للمعلم في دولة الإمارات، وكذلك خبرة مجلس أبوظبي للتعليم. ركيزة أساسية إن تطوير مرحلة رياض الأطفال، يشكل ضرورة ملحة، إذ تعتبر هذه المرحلة ركيزة أساسية لباقي المراحل، هذا ما وصل إليه مروان الصوالح وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية، ومضى يوضح أن عملية التطوير ركزت على 4 مسارات أساسية تضمنت تطوير المناهج لرفع أداء الطلبة بما يتماشى مع المستجدات العالمية في التعليم، ويحاكي في الوقت ذاته مجتمع المعرفة، وتطوير المعلمين وأدائهم المهني من خلال التدريب المستمر، لمواكبة الحراك العالمي في مهنة التدريس، ويكون المعلم هو الناقل الرسمي الصحيح للمعلومات إلى الطلبة، فضلاً عن توفير بيئة جاذبة آمنة نستطيع من خلالها ترجمة الواقع المعرفي لأبنائنا الطلبة، ونبلور مجموعة الأهداف التي جرى من أجلها التطوير. وأكد أن المواصفات التي تم تحديدها لمخرجات التعليم العام، والسمات الواجب توفرها في الطالب بعد دراسته لأكثر من 12 عاماً بداية من الروضة وحتى نهاية المرحلة الثانوية، تفرز طالباً إماراتياً يتميز تحصيله العلمي بالتفوق والموهبة والإبداع، كما يتسم تشكيله العقلي والنفسي بمبادئ الهوية والقيم والتقاليد العريقة لمجتمع الإمارات، وهذه هي المواصفات التي تصنع جيلاً من العلماء. وأضاف أن الوزارة، عملت من خلال خطتها على توفير مقوماتها الأساسية التي تشتمل على: بيئة تعليمية تعتمد التقنيات الحديثة في مختبراتها العلمية المتخصصة ومختبرات الحاسوب، وترتكز على أساليب تعليم ذكية فائقة المستوى، ومرافق تربوية وتعليمية وخدمية محفزة على الإبداع، إلى جانب مناهج ومقررات دراسية متطورة بعلومها الحديثة ومتنوعة المعارف والمصادر، التي تنسجم مع هدف الوصول إلى طالب إماراتي قادر يمتلك أدوات مجتمع واقتصاد المعرفة ووسائل تطويره. وأضاف أن خطة التطوير تنطلق من ركائز وطنية وأطر مقننة تشمل الطالب والمناهج والعمليات التعليمية، والتحولات الذكية التي تضم الخدمات التربوية والتعليمية، مؤكداً إجراء حركة تحديث موسعة، شملت الموارد البشرية والمالية والبنية التحتية للمدارس والخدمات التربوية والتعليمية الذكية، وفقاً لخطة تطوير التعليم ( 2015 / 2021 )، التي تتصل في محورها الرئيس بالابتكار. من جانبها قالت سمر أبو مرسة مديرة مدرسة، إن المسرعات الحكومية تلعب دوراً جوهرياً في تسريع بناء جيل من المواطنين المتسلحين بالعلم والمعرفة وفق اتجاهات حديثة تواكب المتغيرات العالمية، لاسيما أن التطويرات المشهودة في التعليم عالمياً تفرض أهمية بناء جيل يستطيع أن يواكب تلك المسارات التطويرية، بحيث يكون لديه القدرة على تشييد الاقتصاد القائم على المعرفة، وهذا ما تضمنته أهداف تطوير هذه المرحلة. وأشارت إلى أهمية سد الفجوة بين رياض الأطفال والمرحلة الأولى، ويتم ذلك من خلال التعاون مع قطاع السياسات التربوية الذي أخذ على عاتقه تطوير مناهج تلك المرحلة وفق الأهداف الاستراتيجية لخطة تطوير التعليم، أما خطة الطلبة وتطوير أدوات وأساليب التدريس والمعلمين سيكون مسؤولية العمليات التربوية، للربط بين مرحلة رياض الأطفال والحلقة الأولى، وبناء منظومة متكاملة تربط تلك المرحلة مع جميع المراحل الأخرى. وأكدت أهمية زيادة الوعي لدى الأهالي والمسؤولين والعاملين برياض الأطفال نتيجة التطور المشهود، فضلاً عن تغيير اللوائح والقرارات التي اشتملت على تنقل المعلمين والإداريات وطرق التدريب والترقي في رياض الأطفال، وكيفية استخدام الوسائل الحديثة في التدريب، مع تنمية الشراكة ونشر العمل الاجتماعي وتفعيل عامل الشفافية في عملية التقييم. مرحلة جوهرية إن مرحلة الطفولة المبكرة من أخصب وأخطر مراحل العمر في حياة الإنسان، وهي مرحلة جوهرية وتأسيسية تعتمد على مراحل النمو الأخرى، وفيها يتم نمو اللغة والعاطفة والعلاقات الاجتماعية، وتتكون فيها بذور الشخصية، هذا ما يؤكده حميدان ماضي مدير مدرسة سمعان الفارسي، ومضى قائلاً: يشكل التحاق الطفل بالروضة رافداً مهماً لعملية نموه من خلال ما يقدم له من أنشطة وخبرات، وما يوفر له من إمكانات تتلاءم مع حاجاته وخصائصه، ومن استطاع تأهيل وتعليم طفل في سن مبكر استطاع أن يستثمر في عالم مستقبلاً. وأكد أن تطوير رياض الأطفال واستثمار طاقتهم أمر غاية في الأهمية، حيث إن تلك المرحلة تعتبر من أهم مرتكزات مخرجات التعليم مستقبلاً، بالإضافة إلى تطوير المناهج بشكل مستمر يواكب المتغيرات العالمية في مجال التعليم، معتبراً أن خطوات وزارة التربية والتعليم في تطوير هذه المرحلة ضمن خطتها الشمولية، ترجمة واقعية لإدراك أهميتها ودورها في بناء أجيال متسلحة بالعلم والمعرفة، وفق نظم تعليمية حديثة ومطورة ومسارات علمية ممنهجة. من جهتها، قالت معلمة رياض الأطفال منى حمدان، إن تطوير مرحلة رياض الأطفال من حيث المناهج ونصاب الحصص للمعلمات، وآليات التدريس الجديدة، فرض علينا أدواراً جديدة في التعاطي مع هذه المرحلة، فضلاً عن مسؤوليات كبيرة في إعداد وتأهيل أطفال الرياض، بما يواكب المتغيرات والتطورات التي طرأت على المراحل الأخرى، لاسيما أنها تعد ركيزة أساسية، تستند إليها جميع مراحل التعليم وصولاً إلى التعليم الجامعي. وأضافت أن معلمة الروضة مهنة غاية في الحساسية وتحتاج إلى خصائص شخصية وتدريب وتأهيل معين ودقيق، حيث إنها تشارك مع الأسرة بشكل رئيس في بناء القاعدة النفسية والمعرفية الأساسية للطالب، ولا يستطيع أي منا إنكار أهمية الخبرات التي يمر بها الإنسان في مرحلة الطفولة المبكرة، وأثرها في حياته المستقبلية، فهو في هذه المرحلة يكون سريع التأثر بما يحيط به، لذلك فإن لرعايته في هذه المرحلة أهمية كبيرة ومن هنا تنبع أهمية هذه المهنة. أدوار متنوعة أما شيماء ماهر معلمة الروضة في مدرسة نبراس الإيمان، ترى أن المرحلة المقبلة ستشهد مخرجات ذات جودة عالية، لاسيما بعد خطوات التطوير الفاعلة التي طالت المناهج والطالب والمعلم، موضحة أن معلمة الروضة تقوم بأدوار عديدة، وتؤدي مهاماً كثيرة ومتنوعة، مما يتطلب مهارات فنية مختلفة، إذ إن دورها رئيسي في تطوير العملية التربوية. وأضافت أن معلمة الرياض ينبغي أن تكون على اتصال دائم مع الأطفال، من خلال مسؤوليتها التربوية تجاه كل طفل، فضلاً عن مهمتها التوجيهية حول نمو كل طفل من أطفالها في مرحلة حساسة من حياتهم، وينبغي أن يبدأ العمل لهذه المرحلة قبل بداية العام الدراسي بالتخطيط الجيد في صورة ورش عمل للمعلمات، هذا ما يطلق عليه التجهيز المسبق، ثم التنفيذ وننتهي بالتقويم. وأفادت بأنه يمكن حصر دور معلمة الروضة في كونها بديلة للأم: لأنها تتعامل مع أطفال تركوا أمهاتهم ومنازلهم لأول مرة ووُجِدوا في بيئة جديدة، لذا فإن مهمتها مساعدتهم على التكيف والانسجام، والإحساس بهم لحظات فرحهم وخوفهم، والسؤال عنهم وقت مرضهم، فضلاً عن دورها كمعلمة في التربية والتعليم، إذ تلعب دور الخبيرة في فن التدريس، والتعامل مع أطفال يحتاجون إلى الكثير من الصبر، والإلمام بطرق التدريس الحديثة، من هنا جاءت فكرة وضع منهج خاص يتناسب مع تطور المناهج التعليمية في المرحلة الابتدائية لتكون بذلك الروضة حجر أساس للمراحل التعليمية التالية. رياض الأطفال في أرقام وفقاً للإحصائيات المتوفرة لدينا حول مرحلة رياض الأطفال، لحين إصدار وزارة التربية والتعليم البيانات المحدثة في هذا الشأن، بلغ عدد الروضات 140 روضة حتى نهاية 2013، ومن المتوقع زيادتها إلى 145 في العام 2017، وبلغ إجمالي عدد التلاميذ 27 ألفاً و736 طفلاً وطفلة، من المواطنين وأبناء المواطنات على مستوى الدولة، مسجلة زيادة مطردة بنسبة 68%، حيث بلغ عدد أطفال الرياض في عام 1974 نحو 2135 تلميذاً وتلميذة، وبلغ عدد معلمات الرياض نمواً متسارعاً بين عامي 1973 -2013 ليصل إلى 2221 معلمة تقريباً، و85% من الأطفال الملتحقين برياض الأطفال من المواطنين، نسبة المواطنات 79% من الطاقة العاملة في هذه المرحلة، و98% من معلمات رياض الأطفال جامعيات، و95% من المديرات جامعيات مؤهلات لإدارة تلك المرحلة، وارتفعت نسبة المعلمات المتخصصات في رياض الأطفال إلى 79 %. 6 أسباب للتطوير حددت وزارة التربية والتعليم، 6 أسباب لتطوير رياض الأطفال، تتبلور في ضرورة ضمان تكافؤ الفرص وجودة التعليم لكل طفل إماراتي، ومواكبة مستجدات العصر وبناء المنهاج، وفق أحدث نظريات وأساليب التعليم والتعلم، فضلاً عن بناء تناغم بين مرحلة رياض الأطفال، وبقية المراحل التعليمية في النظام التعليمي داخل الدولة، واعتماد معايير تعليم معتمدة للمرحلة، فضلاً عن ارتفاع المستوى الثقافي وزيادة الوعي التربوي في المجتمع لأهمية مرحلة رياض الأطفال وفوائدها الإيجابية في نمو الطفل وأخيراً تطوير سياسة التقييم وتوحيد إطار تقييم الطالب في تلك المرحلة.