مرة أخرى يتفاعل إعلامياً خبر اعتقال الأمن السوري كاتب السيناريو سامر رضوان، وتكثر التحليلات الخاصة بهذا الاعتقال «الثاني في أقل من شهرين». وسائل الإعلام المقربة من المعارضة تروّج أن الأسباب سياسية وفكرية، خصوصاً على خلفية أحداث مسلسل «منبر الموتى» الذي كتبه رضوان، وعرض في رمضان الماضي على شاشات الفضائيات. واللافت أن المعارضة تستخدم الخبر لتوجيه ضربات للحكومة السورية على المستوى الأخلاقي، فيما يستخدمه المقربون من الكاتب لزيادة البروباغندا حوله. في المقابل تردد وسائل الإعلام الحكومية أن الاعتقال يأتي بناء على دعوى قضائية قدمها الممثل الشاب محمد عمر الذي ادعى على رضوان بالخطف والشروع بالقتل، فيما يقبع رضوان في سجن عدرا غير السياسي، وهو دليل على عدم وجود أي ارتباط بين ما قدمه مسلسل «منبر الموتى» والاعتقال الجنائي. بين الخبرين رجح مراقبون أن يكون الاعتقال الأول بسبب مواقف رضوان وكتاباته، ولكن مع الاعتقال الثاني، تغيرت الموازين، بخاصة أن عدداً من الحقائق الجديدة برزت إلى الواجهة، إضافة إلى أن رضوان كان الوحيد من أسرة المسلسل الذي تعرض لمضايقات. فقبل شهرين اعتقلته قوى الأمن السورية من نقطة المصنع الحدودية، وتداولت وسائل الإعلام الخبر قبل أن يطلق سراحه بعد أيام. أما الاعتقال الثاني فكان في 26 من الشهر الماضي على يد الأمن الجنائي في دمشق، لكنّ الخبر لم يتداول في وسائل الإعلام إلا قبل أيام قليلة تحديداً في 11 الشهر الجاري. «الحياة» اطلعت على تفاصيل الاعتقالين، وتأكّدت من أن الممثل الشاب محمد عمر قدّم دعوى قضائية مسجلة في ريف العاصمة السورية دمشق، بحق كاتب السيناريو السوري، بتهمة الخطف والتعذيب والشروع في القتل. وبيّنت الوثائق التي حصلنا عليها (من بينها محضر ضبط الشرطة والدعوى القضائية وتقرير الطبيب الشرعي الخاص بالممثل عمر والأضرار التي لحقت به منها عجز في الكلية) أن الاعتقال يعود لخلاف شخصي بين الطرفين ولا علاقة له بأية أسباب سياسية أو فكرية. وكان عمر طلب أكثر من مرة من الإعلام التطرق للأمر بحياد، ومن دون إدخال الأجندات السياسية، لكنّ صوته لم يصل حينها. والآن بعد وصول رضوان إلى سجن عدرا كثرت التساؤلات، وبدأ بعض وسائل الإعلام يغيّر طريقة تغطيته للخبر. وقال عمر لـ «الحياة»: «القضية بيني وبين رضوان تتلخص في خلاف حول مشروع تجاري مشترك بدأ قبل فترة يتضمن شراء محضر عقاري»، وأضاف: «لا يوجد في الشكوى المقدمة مني أي إشارة لمحاولته تسليمي للجيش الحر، كما ادعى وروّج بعض الصحف والمواقع الإلكترونية، بل تتضمن فقط محاولته التخلص مني للحصول على المحضر في شكل كامل». وعلى رغم محاولتنا الحصول على وجهة نظر الطرف الآخر، إلا أنّ ظروف اعتقال رضوان لم تسمح بذلك، علماً أن الكاتب السوري كتب بعد خروجه في المرة الأولى على صفحته على «فايسبوك» أن الاعتقال كان «بحجة تقرير قدمه مخبر يدعي فيه خطفي إياه بواسطة بندقية حربية، إلا أن هذا الزعم بدد بعد عشر دقائق من التحقيق، إذ لم أسأل عنه بعد جلسة التحقيق الأولى ليبدأ سيل من التهم، ومنها التظاهر في منطقة برزة وحرستا والتحريض على التظاهر والتوقيع على بيانات تمس السيادة الوطنية والتخلف عن الخدمة الاحتياطية وإعانة تنسيقية الميدان بشعــــارات تمــــس أمن الدولة، والتخابر مع المعارضة الخارجية المرتبطة بقوى إقليمية ترغب في تفتيت السيادة والداخل السوري، وأخيراً المساهمة في صياغة البيان النهائي لمؤتمر المعارضة الذي عقد في القاهرة». ومن الـــــمتوقع أن يكـــون أخلي سبيل رضوان بكـــفالة، وصلت إلى مليوني ليرة سورية وفــق مصادر، أكّدت أن المحاكمة ستستــمر، وسيتم الاستماع للشهود من قبل قاضي التحقيق، في حين أن رضــــوان سيحاكم وهو طليق، لكنه سيــكون ممنوعاً من السفر لحين انتهاء المــحاكمة والبت في القضية.