×
محافظة المنطقة الشرقية

مكافآت مضاعفة تحفز بني قادس

صورة الخبر

خيري منصور لم تكن الصحافة العربية قد قطعت هذا الشوط من التطور التقني عندما أدرك القائمون عليها أن هناك ما هو عام وشامل مقابل ما هو متخصص، لهذا كانت تصنف المجلات بالتحديد ما بين عامة وسياسية وثقافية واقتصادية، حتى الصحافة اليومية عرفت مستوى من التخصص أصبحنا الآن في معظم عالمنا العربي نفتقر إليه، فكان هناك محررون لما يسمى الشؤون نسبة لأي بلد، والمختص برصد أدق التفاصيل في بلد ما يناط به القول الفاصل والأخير عندما يتعرض ذلك البلد لأزمة أو يدخل حرباً. والمفارقة أن الفائض والوفرة في عدد الصحف والمجلات العربية يتيحان أكثر من سواهما مجالات للتخصص، لكن ما حدث هو العكس، فمن يكتب عن الشؤون الإفريقية لا مانع لديه في أن يكتب عن أقصى بلد في آسيا أو أمريكا اللاتينية بحجة أن المصادر أصبحت غزيرة ومتنوعة والمجال فسيح للاختيار. ويكمن الخطأ في مثل هذا التصور في الخلط بين نمطين من المعرفة والمتابعة، نمط تراكمي تحشد فيه المعلومات كمادة خام، ونمط آخر ينطلق من رؤية ويستخدم منهجاً، ومهما بلغ تراكم المعلومات فإنها تبقى بحاجة إلى سياق لأن تعميمها يفضي بالضرورة إلى التشابه والتكرار أو ما كان العرب يسمونه في بلاغتهم وقع الحافر على الحافر! ولو أخذنا الانتخابات الأمريكية الأخيرة مثالاً نجد أن التكرار شمل ما يتجاوز الستين أو السبعين في المئة من كل ما كتب ونشر، فالمعلومات كانت تبث على مدار الساعة ومن مختلف المصادر، لكن المساحة الباقية والتي قد تكون الأهم هي في كيفية استخدام المعلومات والقدرة على الاستنتاج وبالتالي الخروج عن السرب أو القطيع، رغم أن من يخرجون غالباً ما يساء فهمهم، لأن ما يقولونه يبدو صادماً، لكن سرعان ما يعود الآخرون إليهم ليرددوا أصداء ما قالوه، وهكذا يحدث الخلط والالتباس فيصبح صاحب المبادرة وكأنه مقلداً لمن استنكروا عليه ما قاله من قبل! إن معرفة شيء واحد عن كل شيء قد تنتهي إلى لا شيء!