×
محافظة المنطقة الشرقية

خادم الحرمين: التطوير سمة لازمة بما يتفق مع قيمنا سعيًا لرسم مستقبل واعد للوطن والمواطنين

صورة الخبر

"الكراكيب" أي الأشياء غير المستعملة التي تزدحم بها البيوت مشكلة يعاني منها كل بيت في مصر، فهي تتسبب في ضيق المساحة أحيانًا، وتزيد من الطاقة السلبية وتعكر صفو العائلة، وفِي الوقت ذاته يمثل بيعها خسارة كبيرة، كل هذا الأزمات أوجد لها، المهندس المدني المصري نبيل عبد الحميد حلًا من خلال تبادل الكراكيب عبر الذي سينطلق في أول شهر ديسمبر/كانون الأول 2016. فكرة عالمية بطابع محلي قرار نبيل بتأسيس هذا الموقع جاء بعد عودته من السعودية في شهر مارس/آذار 2016 لأنه قرر الاتجاه للعمل الحُر بدلاً من الوظيفة. وهكذا قرر الانطلاق قدماً في تنفيذ المشروع وتعاقد مع شركة ماليزية لابتكار تطبيقات الهاتف المحمول. يقول لـ"هافينغتون بوست عربي": إن فكرة التبادل موجودة على مستوى العالم بالفعل، وهناك مواقع عالمية يقوم من خلالها الأفراد باستبدال ما لديهم، لكن لها سعر محدد، أما هذا الموقع فيحمل فكرة التبادل لكن بآليات مختلفة تناسب ثقافة الشعب المصري. ويرى عبد الحميد، أن فكرة موقع للتبادل هي مناسبة جدًا للمجتمع المصري في ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي تمر بها البلاد، وقد تعصف بالكثير من الطبقة المتوسطة، التي تحتوي منازلهم على أشياء قيمة لكن يجدون صعوبة في بيعها، خوفًا من الخسارة المالية، لكن مع انطلاق الموقع المرتقب ،وكذلك تطبيقات الهاتف، سوف تكون أمامهم فرصة للبحث عن ما يرغبون في اقتنائه، واستبداله بما لديهم دون تحمل أي أعباء مالية. جمهور تباديل ويضيف "تختلف أحجام وأهمية الكراكيب من منزل إلى آخر، فهناك من لديه كتب قديمة أو أجهزة كهربائية أو هاتف نقال أو أثاث ضخم أو سجاجيد.. وهي أشياء لم تعد تستخدم، لكن كل أسرة تحتفظ بها لغاية في نفسها، هذا بالإضافة إلى ما تزدحم به أسطح الأبنية فأصبح مشهدها قبيحاً". ويشير إلى أن كافة المنازل في مصر لديها أشياء لم تعد تستخدم حالياً، رغم أنها ما زالت بحالة جيدة، بالإضافة إلى أن التفكير في بيعها دائماً غير مجز. ويقول عبد الحميد، لـ" هافينغتون بوست عربي": إن الموقع يستهدف ثلاث شرائح مجتمعية: أولاً- ربات البيوت: وذلك لأنها أكبر شريحة في المجتمع تملك أشياء وأدوات قيمة ولكن غير مستخدمة، وفي نفس ذات الوقت جاهزة للتبادل مع الآخرين، فالاحتفاظ بالأشياء يعد من سمات المرأة سواء في مصر أو العالم العربي، فنجد دائماً في منزلها أشياء كثيرة مخزنة دون أي استفادة منها، وتشغل حيزاً في المنزل، دون أن تستخدم أو تباع. ثانيا- الشباب: وذلك لأنهم دائما يبحثون عن كل ما هو جديد أو قيم، لذلك "يعد موقع تباديل فرصة جيدة لهم للحصول على ما يبحثون عنه دون دفع ثمنه من خلال استبدال شيء مقابل آخر، فهناك من يملك نظارة ماركة عالمية لكنها موديل قديم، ويرغب في ساعة ماركة عالمية أيضًا، فبدلًا من شرائها يمكنه البحث عن من لديه تلك الساعة، ويتبادلان معًا". أيضًا، الموقع فرصة جيدة للشباب لتبادل المهارات وتعلم اللغات وعلوم الكمبيوتر فيما بينهم. ثالثا- الطبقة المتوسطة: فهذه الطبقة ربما تشعر بالخجل إذا عرضت أشياء لديها للبيع، نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التى تعيش فيها حالياً، خاصة بعد تعويم الجنيه وارتفاع الدولار، فموقع"تباديل" بديل مناسب لهم لحفظ ماء الوجه وحفظ كرامتهم، لأنه منصة تبادل وليس للبيع، لذلك هو بيئة جيدة للتواصل بين المستخدمين. نشر ثقافة التبادل وأكد عبد الحميد، أنه يسعى من خلال "تباديل" إلى نشر ثقافة التبادل، وتوعية المجتمع بعدم تخزين أشياء ما زالت صالحة للاستخدام، ولكن ليست لها أهمية لديهم واستبدالها بأخرى مناسبة، بدلًا من شرائها، مضيفًا: أنه سوف يخلق سوقاً موازية قائمة على التبادل. لذلك يتمنى أن يلقي"تباديل" رواجًا لدى الشعب المصري، خاصة أنه سوف يعرض فيديوهات خاصة بعملية التبادل على صفحة الموقع بـ"فيسبوك" مع بداية انطلاق الموقع لدعم فكرته، أيضاً سوف يتم تنظيم فعاليات بعد ذلك لدعم فكرة التبادل، وشرح أهميتها في المجتمع حتى لا يكون مجتمعاً استهلاكياً. المنافسة عالمياً أما عن مستقبل "تباديل" فيتمنى عبد الحميد، أن ينافس عبر هذا الموقع في المسابقات العالمية المخصصة بالشركات الناشئة، لكن بعد نجاحه محلياً، وأن يكون منصة جيدة يستفيد منها كافة مستخدمي الإنترنت، موضحاً: "أنه يحلم بأن يكون موقع تباديل هو مصدر اقتناء الأشياء بدلاً من شرائها في المجتمع، مما يوفر لهم بعض المال لادخاره أو استخدامه في أشياء أخرى".