انتقد المبعوث الرئاسي الأميركي الى السودان وجنوب السودان دونالد بوث، مواقف زعيم «حركة تحرير السودان» المتمردة في دارفور عبد الواحد محمد نور من عملية السلام، واتهمه بعرقلة عملية السلام في الإقليم المضطرب، عبر رفضه المستمر للمحادثات، والجهود الدولية لإنهاء الصراع في البلاد، واعتبر أن اعتقال الخرطوم معارضين «نكسة مقلقة». واعتبر بوث في مقال له أن رفض نور السماح لقوات الأمم المتحدة بالنظر في ادعاءات حول هجمات حكومية ضد مواطنين في المناطق التي تخضع لسيطرته، «غير مفهوم»، موضحاً أن قدمَي الزعيم المتمرد لم تطآ دارفور منذ أكثر من 10 سنوات، لكنه يمضي معظم وقته موجهاً جماعته المسلحة عبر هاتف يعمل بواسطة الأقمار الصناعية من منزله في باريس. وأضاف بوث أن عملية السلام في السودان يجب ألا تكون رهينةً لرفض نور المشاركة فيها، لافتاً إلى أن «المطلوب الآن عملية سلام شاملة تتضمن كل الجهات الفاعلة، وتعالج القضايا السياسية والأمنية والإنسانية، كما تحتاج الى أن يكون نور في طاولة المفاوضات». وأردف قائلاً: «حان الوقت لعبد الواحد للانضمام الى المجموعات الأخرى بإعلان وقف القتال والتزام المفاوضات السياسية والدخول في جهود حقيقية لإنهاء سنوات العنف». وأضاف أن المبررات التي يقودها نور أحياناً لرفض التفاوض مع الخرطوم تبدو مفهومة ولكن التمادي في الرفض يزيد من أمد الصراع. وقال: «لنكن منصفين، لدى عبدالواحد أسباب وجيهة تجعله يشكك في عملية سياسية وعدم الثقة بحكومة قصفت وشردت شعبه لأكثر من عقد من الزمان». ورأى بوث أن الاعتقالات الأخيرة لمسؤولي الأحزاب السياسية المعارضة في الخرطوم نكسة مقلقة لأولئك الذين يحاولون الدخول في عملية سياسية سلمية. من جهة أخرى، دعا رئيس مفوضية المراقبة والتقييم المشتركة في جنوب السودان (جميك) فستوس موقاي الأطراف المتحاربة إلى وقف الهجمات العسكرية، قائلاً إنه «مستاء» من غياب التقدم في عملية وقف النار. وقال موقاي في كلمة ألقاها أمس، في جوبا إنه يتلقى تقارير بصورة «شبه يومية» في شأن العنف في كل أنحاء البلاد، مبيناً أنه يشرف على فرق من مراقبي وقف النار التي تعمل مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وحذر من عمليات القتل الجماعي واستمرار القتال، فضلاً عن احتمال اندلاع أعمال عنف أكثر شدة. وقال إن «جنوب السودان يحتاج في الوقت الراهن إلى السلام والحملات الوطنية والخطب والعمل الجماعي مع قادة المجتمع المدني وكلمات التكاتف والتسامح والمستقبل الواحد». إلى ذلك، حذر القيادي في المعارضة المسلحة في جنوب السودان كونق داك من مغبة تضييق قادة دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا «إيغاد»، الخناق على زعيم المعارضة رياك مشار. وتأتي هذه التصريحات بعد منع مشار من دخول إثيوبيا والسودان. وقال داك إن مشار كان ينوي لقاء رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين وكبير وسطاء دول «إيغاد» للوقوف على تطورات العملية السلمية في جنوب السودان، إلا أن السلطات الإثيوبية منعته من دخول أراضيها. وأضاف أن التغيير المفاجئ في السياسة الإقليمية تجاه المعارضة جاء بعد التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري في العاصمة الكينية نيروبي، حيث دعا إلى نشر قوة إضافية من 4 آلاف جندي لتعزيز قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان.