للعطاء وجه متجدد، وللاهتمام أيد تلامس واقع الاماكن.. تتعدد اتجاهات بلادنا وتبقى المنطقة الشرقية عضوا حيويا من أعضاء جسد بلادنا يتضمن كل السمات المتطورة الفاعلة، وكل المقومات المؤثرة.. فوجوه الطيب والجد والعمل في الأحساء، والحراك التجاري والنماء في الدمام والخبر، ومصانع الخير هناك بين الجبيل وينبع، وعقول رجال وثقافة في القطيف.. وما بين مجتمع يرتقي ويسعى لبناء الفرد المتمكن والعامل والمنتج، ويسير بخطوات حثيثة نحو تنموية المنطقة وتوجهها نحو المستقبل المميز.. هكذا يبدو واقع شرق مملكتنا الفاخر.. وزيارة خادم الحرمين الشريفين إحدى مناطق بلاده وحكمه هي وقوف حقيقي ملامس لتفاصيل ومتطلبات تلك المنطقة رغم ان الاهتمام أساسا مكثف وموجود قبل وبعد الزيارة.. فسلمان الخير تحدث كثيرا في عدد من كلماته عن حرصه ومتابعته واهتمامه بكل شبر في هذا الوطن، وكان دوما يؤكد على جمال تلاحم هذه المناطق وتناغمها، وقيمتها بناسها، وانتمائها الواحد للدين، وولائها للوطن، وعطاءاتها، وطابعها التنوعي.. هذه الزيارة لا تعبر عن اهتمام يحصل اليوم فقط بل ان المتابعة والاهتمام لم يرتبط بزيارة معينة والحرص قائم من أصله فمن وضعوا على منصات الامارة في هذه المنطقة وغيرها تم اختيارهم بعناية تامة تمثل تطلع ورغبة خادم الحرمين بمتابعة شؤون المواطن في كل منطقة وكانوا جديرين قديرين بذلك يبذلون جهدهم بكل حرص لنيل الطموحات وتحقيق التطلعات التي ينشدها الملك ولعل وجود صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف الذي يمثل شخص واهتمام وحرص خادم الحرمين في هذه المنطقة وجوده شاهد على ان الملك حفظه الله يزور المنطقة كل يوم من خلال نشاط وفاعلية وتوجيه سمو أمير المنطقة الشرقية بمتابعة احتياجات المنطقة كلها، والاهتمام بمتطلبات المواطن في هذه المنطقة بكل دقة. ولاشك ان للزيارة أثرا ودورا مهمين في تجديد وتطوير ومراجعة خطط وتصورات وواقع التنمية الاقتصادية.. والوقوف على المتطلبات الاجتماعية والأمنية والخدمية، واللقاء برجالات المنطقة.. كل ذلك سيحفز عجلة التطور، ويسرع وتيرة التغيير، وسيسهم في تتشيط مشاريع قد تكون متعثرة، ويساعد على تلبية الطلبات التي قد تكون متأخرة.. هذه الزيارة مؤكد أنها فرصة جميلة تجمع الحاكم بالمحكوم وتثبت دعائم الولاء والانتماء، وتضع بصر وبصيرة الحاكم على كافة الأمور وتعين المحكوم على رفع كل احتياج ومتطلب، او نقد واقتراح.. فيسمع كل طرف من الآخر بكل اطمئنان وثقة. وكون هذا الجزء الشرقي من الوطن جزءا مميزا في المساحة، والمقومات، والامكانات البشرية، والعقول المبتكرة، والجهود المتعددة.. وباهرا في عطاءات مجتمعه وانجازاتهم على كافة المستويات المشرفة.. ذلك شكّل أهمية وقيمة للأرض والإنسان في هذه المنطقة.. لذلك كانت هذه المشروعات التنموية التي سيتم تدشينها وافتتاحها بكل فخر.. فما بين افتتاح مركز ثقافي عالمي فتدشين مشروع الـ100ألف وحدة سكنية بالأحساء إلى افتتاح مشاريع حكومية بالدمام، ثم مشاريع صناعية بالجبيل كل ذلك يشكل كما قال الأمير سعود بن نايف «مردودا هائلا للاقتصاد الوطني وردا كافيا على من يشكك في دعم الدولة لجهود التنمية في المناطق كافة». كل ما سيتم بإذن الله من هذا الخير سيصنع خارطة للحقوق والواجبات بين المسؤول والمواطن ليتساعدا في بناء وتنمية ومتابعة هذه المنطقة القديرة.. خصوصا في ظل المستجدات الوطنية التي انطلقت من رؤية وطنية طموحة تشمل كل أجزاء الوطن بإذن الله من خلال مشاركة رجالات وعقول وأعمال كل مجتمع من مجتمعاتنا في كل منطقة من مناطق المملكة.. كما ان المتغيرات والاحداث الامنية والسياسية المتتابعة تجعل الوطن حريصا أكثر وأكثر على تتبع كل أثر لأي متغير أو حدث من أي نوع والوقوف على ماهياته وتفاصيله.. ويبقى القول: «تراب الوطن دوما بحاجة الى ندى الجولة، في كل مكان وفي كل مساحاته محتاج لدفء الاهتمام، وحرارة الحب وهذا ما نجده دوما من قبل اطراف القيادة الرشيدة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي عهده ومن كلفوهم بالامارة والادارة. فكثير من دول العالم لا يحدث فيها هذا التزاور، وذلك التقارب ولا تكون تلك الجولات بتلك الكيفية وتلك النكهة وتلك الحرارة بل تكون اعلامية اكثر منها اجتماعية، وتكون دعائية اكثر منها منفعية، ولكن هنا في بلادنا ووطننا تحدث بشكل مختلف يبهج الحاكم ويسعد المحكوم.. والكل يستشعر كم نتوشح فخرا بمظاهر التقدم والتطور واضافة الخير بجولة القائد في أجزاء الوطن». فحياك سلمان الخير.