تطرقت صحيفة إيزفيستيا إلى إمكان انضمام روسيا إلى التحالف الدولي لمحاربة داعش في سوريا، وذلك في حال شرعنته. لا ترى موسكو أي عقبة أمام انضمامها إلى التحالف الدولي مع الولايات المتحدة لمحاربة الإرهابيين في سوريا. ولأجل ذلك وأخذا بالاعتبار فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، هناك متطلبات محددة. ومع ذلك، فإن تشكيل مثل هذا التحالف يمكن أن يتطلب عدة أشهر. قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد قسطنطين كوساتشوف لـإيزفيستيا يمكن لروسيا الانضمام جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة إلى تحالف لمحاربة الإرهاب في سوريا. ولكن، لكي يحصل هذا، يجب أن تغير واشنطن موقفها من الأزمة السورية، الذي قد يحصل بعد انتخاب دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة. وأضاف: ليس هناك عقبات في طريق تحقيق هذا الأمر. ولكن من المهم أن ندرك أن استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا سوف تتغير، لأنها حتى الآن لم تكن موجهة لضرب الارهاب، بقدر ما كانت لإسقاط القيادة السورية. فإذا حصلت تغيرات محددة، وهذا ما يتفق وتصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية، حيث أعلن أن الولايات المتحدة سوف تتوقف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى. وإذا اصبحت مهمة واشنطن الرئيسية محاربة الإرهاب في سوريا، فأنا لا أرى مانعا من انضمام روسيا إلى تحالف مع الولايات المتحدة في حال تصرفها وفقا لمبادئ القانون الدولي. هذا، وتطرح مسألة التحالف مع الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب بين فترة وأخرى. غير أن موسكو تشك في فكرة الانضمام إلى تحالف تقوده الولايات المتحدة، التي تنفذ حاليا هجمات على أهداف في سوريا والعراق. ويشير ممثلو روسيا، إلى أن هذه العمليات لا تتفق ومبادئ القانون الدولي، لأنها تتم من دون تفويض من قبل مجلس الأمن الدولي. وإضافة إلى هذا، إذا كانت بغداد قد طلبت من الأمريكيين مساعدتها في محاربة الإرهابيين، فإن دمشق لم تتقدم بمثل هذا الطلب. أي يمكن لروسيا الانضمام إلى التحالف الدولي فقط في حال شرعنته بقرار من مجلس الأمن الدولي، والخيار الآخر هو تشكيل تحالف جديد بقرار من مجلس الأمن الدولي. ويذكر أن هذا المقترح كان الرئيس الفرنسي السابق نيقولا ساركوزي، قد عرضه مؤخرا عندما قال، خلال المناظرة التلفزيونية يوم 18 من الشهر الجاري: يجب أن نكون واقعيين ونعترف بعدم إمكان تسوية الأزمة السورية من دون الولايات المتحدة. لذلك فإن فوز ترامب يجعلنا نتخلص من جو الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا واستغلال الفرصة لتشكيل تحالف موحد. وبحسب رأي كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق بوريس دولغوف، عموما يمكن أن تحصل تغيرات في موقف الولايات المتحدة من الأزمة السورية، وكنتيجة لذلك قد يكون تشكيل تحالف أمريكي–روسي لمكافحة الإرهاب. ولكن هذه العملية تتطلب وقتا طويلا. وأضاف، لقد استمعنا إلى تصريحات صحيحة من ترامب، حينما قال إن على الولايات المتحدة محاربة الإرهاب في سوريا وليس الرئيس السوري بشار الأسد. بيد أن الادارة الأمريكية ستتغير فقط في يناير/كانون الثاني 2017. أي لغاية ذلك الوقت لن يحصل أي تقدم في الموضوع. وإضافة إلى هذا، يجب أن ندرك أن الولايات المتحدة تدعم العديد من المجموعات المسلحة. وبما أن الحديث يدور عن تغيرات جذرية في الموقف والنهج، فإنه من غير الممكن حصول ذلك مرة واحدة. وسيحتاج ترامب إلى بعض الوقت لكي يتجاوز معارضة وزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية. كما يجب ألا نستبعد عدم تطابق أفعال ترامب مع كلماته. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)