اختار الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، لإدارته مجموعة من الأسماء التي عرف أصحابها بآرائهم المتطرفة والمعادية للمسلمين، والمهاجرين والأمريكيين اللاتينيين، ما جعل خبراء في الأمن القومي الأمريكي يتخوفون من كون الإدارة المقبلة تعتقد أنها ستخوض حربا مع الإسلام، وحضارات أخرى. ولفت مايكل هيرش، محرر الشؤون القومية في مجلة بوليتيكو الأمريكية، لتغريدة سجلها، في فبراير/ شباط، مايك فلين، مستشار الأمن القومي المقبل لدونالد ترامب، حيث كتب إن الخوف من المسلمين منطقي، ودعا فلين متابعيه على تويتر للمساهمة في نشر فيديو مسيء للمسلمين أصدره بريطاني من أصول عراقية يدعي فيه أن الإسلام يدعو للكراهية وأنه في حرب مع الغرب. أولى المراحل ويشير هيرش لما قاله ستيف بانون، كبير الاستراتيجيين في الإدارة المقبلة، قبل عامين من أن الحركة اليهودية المسيحية الغربية تمر في أولى مراحل صراع دموي وحشي مع الفاشية الإسلامية الجهادية، وهو العدو الذي برأي بانون، سيقضي، ما لم تتخذ إجراءات أشد على كل ما حققناه طوال 2000 أو 2500 عاماً. مجنون حقيقي ويقول هيرش يبدو إن بعض المسلمين الراديكاليين لم يندهشوا عندما فاز ترامب، حتى أن أبو عمر الخرساني، قائد تابع لداعش في أفغانستان، قل لرويترز: هذا الرجل يبدو كمجنون حقيقي، إن كراهيته المؤكدة للمسلمين ستسهل عملنا، لأننا سنجند آلاف المقاتلين. وعلى الجانب الشيعي، قال رجل الدين العراقي، مقتدى الصدر، في تصريح أخير إن ترامب لا يميز بين الاتجاهات الإسلامية المتطرفة والمعتدلة. وهو، في نفس الوقت، يتجاهل حقيقة أن التطرف يولد ، بالمقابل، مزيداً من العنف. 11\9 وبرأي الكاتب، ربما يذكرنا ما يجري اليوم في الأوساط السياسية المحيطة بترامب، بما كان عليه العالم بعد أحداث 9/11 مباشرة، عندما ساد شعور بالخوف والإسلاموفوبيا، لدرجة أن الرئيس الأسبق جورج بوش اضطر لزيارة مسجد في واشنطن بعد 6 أيام من وقوع الهجمات، وقال يومها إن وجه الإرهاب ليس هو المعتقد الحقيقي للإسلام، إن الإسلام هو السلام. حرب أكبر ويلفت هيرش لكون باراك أوباما قد ورث حرباً كبرى من بوش بعد غزو العراق، وتجنب ذكر كلمة الإسلام، وأصر على تسمية العدو باسم التطرف العنفي. وقد سعى أوباما لتذكير الأمريكيين بأن فكرة صراع الحضارات بالذات هي التي يتبناها المتشددون، لأنها تصور الصراع على أنه حرب ضد الإسلام وثقافته، وليس فقط ضد الجهاديين. ولكن، برأي هيرش، يبدو أن الرئيس المنتخب، ترامب، منفتح على فكرة صراع الحضارات، وهي التي تتطابق بدقة مع وجهة نظره بأن أمريكا ترفض العولمة، وترغب بتشديد الإجراءات على حدودها أمام مهاجرين، وتحظر دخول جميع المسلمين إلى الأراضي الأمريكية ما لم يتم التدقيق في وثائقهم. الإسلام يكرهنا وفي مارس/ آذار الماضي، قال ترامب لآندرسون كوبر على شاشة سي إن إن أعتقد أن الإسلام يكرهنا. وفيما كان يتحدث عن التشدد الإسلامي، أضاف: من الصعوبة بمكان تعريف المتشددين أو الفصل بينهم وسواهم من المسلمين، لأنك لا تعرف من هم على حقيقتهم. ويقول هيرش، بالنسبة لفريق ترامب، يبدو أن المسلمين متهمين بالتعاطف مع الراديكاليين إلى أن يثبت أنهم أبرياء. خطأ شنيع وبحسب بعض الباحثين، إن اتخاذ ذلك الموقف يعد خطاً شنيعاً، بعد مضي خمسة عشر عاماً على ما رآه البعض حرباً أبدية. وفي هذا السياق، يقول فواز جرجس، أستاذ في كلية لندن للاقتصاد: للأسف، يتمسك ترامب برواية صراع الحضارات، التي تبناها القاعدة وداعش. فإن هؤلاء ينظرون إلى العالم من وجهة نظر ثنائية. وما لا يدركه ترامب ولا أنصاره أنهم، بخطابهم الناري، يخدمون أهداف داعش والقاعدة، الذين يسعون جاهدين لإقناع المسلمين المشككين بأفكارهم بأن الغرب يشن حرباً ضد الإسلام. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)