أعلنت وزارة الشؤون البلدية والقروية عن قرب الانتهاء من إعداد اللائحة التنفيذية لنظام إدارة النفايات البلدية الصلبة، بهدف وضع إطار عمل متكامل لإدارة 12 مليون طن من النفايات تجمعها البلديات سنوياً على مستوى المملكة، استناداً إلى نتائج الدراسات التي أجرتها الوزارة خلال الأعوام الماضية. وأوضحت الوزارة في بيان صحافي أمس أن التنسيق متواصل مع الجهات المختصة لتنفيذ المشروع والانتهاء من تغطية الجوانب التشريعية والاقتصادية والفنية والاجتماعية لإعادة تدوير النفايات، مشيرة إلى أنها أنهت عدداً من الخيارات البيئية لمعالجة النفايات البلدية، منها إنشاء شركة مساهمة لمعالجة وتدوير النفايات البلدية الصلبة على المستوى الوطني. وبينت أنها تنفذ المشروع بالتعاون مع «سابك» من طريق دراسة تم خلالها تقصي آخر التطورات في مجال الإدارة المتكاملة للنفايات البلدية الصلبة وتطبيقها بالتشاور مع عدد من بيوت الخبرة المتخصصة، وانتهت إلى التوصية ببرنامج لتطوير الممارسات والإجراءات المتبعة في إدارة النفايات البلدية الصلبة. وأفادت بأن خيار تحويل النفايات إلى مواد كيماوية يعد الخيار الفني الأكثر ملاءمة للوضع الحالي، ويوفر خطة تحويل النفايات إلى مواد كيماوية أفضل مستوى من التقنيات الحديثة التي ستسهم في تقليل الاعتماد على العمالة واسترداد القيمة بأقصى حد ممكن وأقل كلفة، للتخلص من النفايات وتحقيق مبادئ التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة. وأشارت إلى أن الفوائد المتوقعة جراء تطبيق نتائج الدراسة تشمل تأسيس قاعدة صناعية جديدة متمثلة في توفير صناعات تحويلية تحول منتجات النفايات الضارة بالبيئة إلى منتجات صديقة للبيئة ومنتجات يمكن استخدامها في صناعات أخرى مثل توليد الطاقة الكهربائية، إضافة إلى توفير عدد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للمواطنين وتقليل النفايات المتجهة إلى المدافن، ما سيطيل من عمرها ويحافظ على البيئة. وشددت الوزارة على أن ضرورة فرز المكونات وتجميعها وبيعها وترك المكون الذي يمثل الخطر الحقيقي من دون معـالجة لا يُعد حلاً بيئياً، بخاصة بعدما أثبتت الدراسات الحديثة أن تحلل النفايات يؤدي إلى تسرب ما تحويه من سموم إلى مصادر المياه الجوفية أو السطحية وتلوث التربة والهواء. ولفتت إلى أن النفايات تبعث غازات ملوثة للجو تؤدي إلى مخاطر كثيرة على الإنسان والنبات والمخلوقات الحية، إذ تؤثر في التنفس، إضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة، كما أنها تؤذي النظر بما تسببه أكوام النفايات من تشويه المناظر الطبيعية والقيمة الجمالية التي يحرص الإنسان عليها والمعروف بالتلوث البصري، مؤكدة أن الحل البيئي الصحيح الذي يكفل معالجة أنواع النفايات البلدية يتطلب استثماراً مالياً ضخماً. وكشفت الوزارة عن أن البلديات تجمع 12 مليون طن من النفايات كل عام، ما يحول النفايات الصلبة إلى ثروة كبيرة إذا تمت معالجتها والاستفادة منها، مشيرة إلى أن ضخامة المشروع تستدعي مشاركة جهات عدة، لأن المشروع يتطلب فرز النفايات بحسب نوعية التحويل (ورق، مواد زجاجية، ومعدنية، وبلاستيكية، وعضوية... إلى آخره). يذكر أن تولي نظام إدارة النفايات البلدية الصلبة يعمل على تطوير وتحديد السياسات والبرامج والمشاريع والدراسات التي يتعين العمل بها في مجال معالجة النفايات وتدويرها، لتحسين عمليات الجمع والنقل والتخلص منها. وزارة الشؤون البلدية والقرويةالنفايات البلدية الصلبة