الأزمة الأوكرانية تبدو معقدة جداً وخطوطها تمتد في أكثر من اتجاه، وهي اليوم الشغل الشاغل للغرب بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا المعنية بالأزمة سياسياً وجغرافياً وأمنياً. ولذا تطرح محطات التلفزة العالمية خاصة الغربية كثيراً من الأسئلة على مدار الساعة، فالأزمة في بؤرة الأخبار من الصباح حتى المساء. وتلك أحد أوجه تطويع الإعلامي لخدمة السياسي. ولعل من الأسئلة المتداولة التي يتفق عليها المحللون ويختلفون ما يلي: أولا: هل حسب الرئيس الروسي بوتين خطواته (صح)؟ هل استعرض كل السيناريوهات والخطوط المضادة التي يمكن أن تتخذها أوروبا وحليفتها الكبيرة الولايات المتحدة؟ ثانيًا: هل سيتوقف الحراك الروسي عند هذا الحد؟ بمعنى هل ستكون شبه جزيرة القرم نهاية المطاف بالنسبة لروسيا باعتبار نسبة غير سهلة من سكانها روساً حمراً، وكونها تستضيف قواعد عسكرية روسية، وتمثل موطئاً للقوات العسكرية الروسية تعبر منه إلى المياه الدافئة والبحار العميقة؟ أم أن الأيام حبلى بمزيد من التوسع لالتهام الدولة بأكملها أو ضمان تولية نظام تابع لموسكو حليف له على كل الأصعدة؟ ثالثا: هل ستنحو أوروبا منحى فرض عقوبات اقتصادية تلوح بها الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها أداة ضغط عملية وغير مكلفة على عكس أي مغامرة عسكرية ضد دولة قوية عسكرياً وبشرياً؟ ماذا ستفعل أوروبا لو ردت روسيا بالمثل، فقطع عنها بوتين إمداداتها من الغاز الطبيعي الذي يمثل نصف الكمية التي تستوردها أوروبا؟ هل أوروبا قادرة على المبيت دون تدفئة في شتاء قارس لا يزال (ليله) طويلاً ونهاره بارداً؟ هل يمكن الترتيب لتعويض هذا الفاقد من الطاقة عبر الدول المنتجة للغاز مثل قطر، أو المنتجة للنفط مثل المملكة ودول أوبك عموماً؟ هل هي عملية عض للأصابع حتى تدمى، أو يعلن أحد الطرفين الهزيمة والتراجع؟ وأخيراً أسائل نفسي، هل ستساعد هذه الظروف الدولية الشائكة موقف أخوتنا المضطهدين في سوريا؟ هل سينشغل الدب الروسي عن المنطقة بأسرها والشام تحديداً بالأزمة التي يعيشها؟ هل ستتقدم قوى أخرى في المنطقة لدعم الشعب السوري مستغلة الأزمة الراهنة؟ وفي علم الغيب بإذن الله فرج لأهل الشام قريب! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain