×
محافظة المدينة المنورة

إطلاق نادٍ لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة طيبة

صورة الخبر

يعتقد بعضنا أنّ الكتابة الصحفية نوعٌ من الترف والكماليات، لكنها في الحقيقة إحدى الحاجات الملحّة التي يمارسها الكاتب للتعبير عن أفكاره وذاته ورؤاه، ومع مشقتها وصعوبتها فلا يكاد يستطيع الاستغناء عنها، وربما احتلت حيزاً عظيماً من حياته ووقته وأولوياته؛ ليجد أنه أسير الأفكار، وخادم الكلمة والقلم..! الإشكالية العظمى في الكتابة؛ ثنائية الرقيب والضمير، حيث تحتم أمانة الكلمة، ومنظومة القِيَم، على الكاتب أنّ يكون صادقاً مع نفسه أولاً ومع القراء ثانياً؛ ليطرح رأيه بكل نزاهةٍ ومصداقية، بعيداً عن التهويل والتهوين، وينحاز دوماً للحق والحقيقة، ولا يقبل السكوت عن الخلل والظلم والفساد، يشعر بوازع الواجب، وثقل المسؤولية، وتتلبسه حالةٌ من النزعة للمثالية، تغذيها معتقداته وأخلاقياته، وتدعمها مشاهدات الواقع وتناقضاته، وتشجعها صرخات المحتاجين الصامتين، وتصفيق المؤيدين والمعجبين..! لكنّ الواقع ليس وردياً على كل حال، ففي معمعة الحماس، وثورة الضمير؛ تعترض الكاتب كثير من العقبات والمعوقات، فالرقيب الذي يسمع عنه ولا يراه، له ضوابطه الخاصة، وقناعاته المختلفة، التي قد يجهلها الكاتب أو لا يفهم حدودها غير المرئية؛ حيث إنّ خطوط الرقيب بلا ألوانٍ واضحة، حتى وإن وُصفت (بالحمراء) أحياناً، وفي تلك المنطقة الفاصلة بين المسموح والممنوع؛ قد تُجهض الأفكار، وتُقتل الكلمات..! كما قد يعاني الكاتب من تضخم ذوات بعض المسؤولين، الذين يظن أحدهم أنّه لم يُخلق إلا للمدح والإطراء؛ فيرى كل نقدٍ يوجّه لأداء القطاع الذي يرأسه، موجهاً له بصفةٍ شخصية، ويعتبر كل ذي رأيٍ مخالف -حتى وإن كان موضوعياً- عدواً وحاقداً يحاربه شخصياً، مع أنّ بإمكان هذا المتضخم ذاتاً أن يجرب ترك المنصب والمسؤولية، وحينها سيرتاح من شبح الحروف والكلمات، وسينعم بالراحة والحرية..! ختاماً؛ كم أشفق على الكاتب المسكين، الذي تتقاذفه طموحات القراء، وتوهمات المسؤولين، ويئن قلمه بين مطرقة الضمير، وسندان الرقيب..!