هل أصبح هروب الشباب والفتيات من منازل أسرهم ظاهرة أم شبه ظاهرة ؟!! أم أنها لا تعدو كونها تصرفات وسلوكيات وارقاماً محدودة ؟!! هل أصبح التفكك الأسري الذي تعيشه الكثير من الأسر السعودية في الفترة الأخيرة ولأسباب متعددة وتحت ظروف معينة، ووفق افرازات مجتمعية دخيلة على الشباب وأسرهم هو المتهم الأول في حدوث مثل تلك المآسي ؟!! هل التحضر والتمدن وماتبعه من نتائج مثل الاستقلالية، والحرية الشخصية، والمسؤولية الفردية لدى الشاب أو الفتاة، هي إحدى العوامل القوية التي غيرّت فكرهم وحولّت أفكارهم ؟!! هل لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة في الوسط الاجتماعي انتشار النار في الهشيم، الدور الأبرز والعامل الأوحد في حدوث تلك الأحداث ؟!! وهل التباعد الأسري بين الأسرة وأفرادها في الآونة الأخيرة وغياب لغة الحوار، ومفهوم التحاور، كانت من أهم الدوافع المؤثرة في التفكك الأسري، ومن ثم في حدوث فراغ كبير أدى إلي هروب الشباب من المنازل، وتمردهم على أسرهم، مما جعلهم لقمة سائغة، ووجبة هنيئة لعصابات الداخل والخارج، لتجنيدهم وتجهيزهم ليكونوا أسهماً مسمومة موجهة لجسد الوطن وصدر المواطن؟!! وهل الإنشغال عن الأسرة بسبب ضغوطات الحياة من جانب رب الأسرة جعل الفتاة تعيش الفراغ العاطفي، والتيه النفسي، الذي جعلها تبحث عن الحب خارج أسوار الأسرة، والإهتمام خلف ابواب العائلة ؟!! فكان حال تلك الفتاة كريشة خفيفة على حافة منحدر تنتظر أي هبة ريح لتطير بها نحو هاوية المجهول!!. تساؤلات كثيرة واستفسارات أكثر!! لكن مما لا شك فيه أن هناك نتائج مؤسفة بدأت تطفو على سطح المجتمع السعودي بشكل واضح في الأونة الأخيرة، بإختلاف الأسباب وتنوع المسببات!! ولعل من أهم تلك الأسباب غياب الرقابة والتوجيه من قِبل الوالدين وعدم الإهتمام الكامل بتلبية طلبات الأسرة ومتطلباتها ليست المادية فقط رغم أهميتها، بل الأهم من ذلك وهي الجوانب العاطفية، من خلال الإشباع الضروري لها، والإكتفاء الطبيعي بها!! فإنعدام الحوار، وعدم التحاور من أهم الأسباب في حدوث حالة من الإنطواء النفسي، والعزلة الإجتماعية، والشتت الذهني، والإنحراف الفكري، بحيث تكون المحصلة النهائية؛ الهروب ليس فقط من الأسرة والمنزل!! بل من الواقع المعاش غير المشبع، إلي الوهم الذاتي المتشبّع بالنهج الإجرامي، والانحراف الأخلاقي، والانخراط في جماعات ضالة، وفرقاً منحرفة، وخلايا إرهابية!! ودمتم جميعاً بود.