لم أصدق ما أراه! كنت أعتقد أن توتير قد تحوّل إلى ساحة نقاش وتصنيف وعراك فقط، لكن لم أكن أتصور أن هناك عالماً سفلياً ضخماً في توتير بمثل هذه الدناءة والخسّة. هذا العالم السفلي يعتمد في تكوينه على ضعاف نفوسٍ من أدنى درجات البشر، بعضهم – للأسف - سعوديون وسعوديات! ليس لهم همّ في يومهم سوى نشر الفاحشة والرذيلة، وتبادل الصور والمقاطع الإباحية، وبالذات تلك التي تتجاوز الطبيعة البشرية إلى كل ما هو شاذ، وغير أخلاقي بكافة الأعراف والمعايير، فمن تمجيد للعلاقات المثلية، إلى وصفٍ كامل للعلاقات المحرّمة ديناً وعقلاً، إلى ممارسات مقززة لا يقوم بها صاحب عقل متزن، قبل أن يكون مسلماً معتدلاً، ولعل جولة سريعة لك في محرك بحث "توتير" ببضع كلمات دالة سوف تجعلك مندهشاً إلى أي درك سفلي يمكن أن يصله بعض البشر. في السابق كان هؤلاء ينفثون سمومهم ويتصيدون ضحاياهم عبر حسابات ومسميات مجهولة في المنتديات وغرف الدردشة، ولكن يبدو أنهم أضحوا أكثر شراسة وحرصاً على تدمير مجتمعنا، فهم ينشرون حساباتهم مقرونة بأرقام هواتف جوالهم أو وسائل اتصال أخرى، والهدف الأساسي هو تصيّد المراهقين والمراهقات، وبعض متأخري المراهقة! المشكلة هنا أن ضررهم يزداد ويتوسع، ولن يحس به البعض ما لم يصل إلى أحد أحبائه، فهل نحتاج فقط مجرد ملاحقة هؤلاء والقبض عليهم عبر "الهيئات" أو المؤسسات الأمنية؟ أم أن التوعية وتحذير أبنائنا وبناتنا من خطر هؤلاء هو الأجدى والأنكى؟ أسئلة تصعب الإجابة عنها، فوسائل الاتصال الاجتماعي تتطور وتتداخل بسرعة في حياتنا، ولن نستطيع مجابهة هذا الخطر بمجرد الحظر والمنع؛ ما لم نبدأ بتحصين أنفسنا وبناء شخصايات شبابنا وفتياتنا، ليصبحوا هم خط الدفاع الأول في وجه هؤلاء وغيرهم.