×
محافظة حائل

«نسما» تدشن رحلات يومية بين حائل وجدة

صورة الخبر

فيصل عابدون أوروبا القديمة تعيش مأزقها الخاص. تغوص عميقاً في مشكلاتها المعقدة، وتستبد بها المخاوف والظنون والهواجس على مستقبل ينفتح على المجهول. فلسفتها الحياتية وركائزها الفكرية باتت على المحك وتتعرض لأقسى الاختبارات. مناطق النفوذ التقليدية أصبحت ممزقة وجيوش المهاجرين تطرق أبوابها كما أن وحدتها السياسية تتفكك شيئاً فشيئاً، ولكن الخطر الأكبر الذي يهدد القارة اليوم هو صحوة التيارات الشعبوية وحيويتها الطاغية التي تجبر قادة أوروبا على خوض حرب مرهقة وغير متكافئة وباهظة التكاليف. حرب توقعاتها غامضة ورهاناتها مربكة، فهي في نهاية الأمر عراك تناحري عنيف ومعارك كسر عظم بين الأخ وأخيه، وقد تعمق الانقسامات وخسارتها تعني تغييراً في تاريخ القارة ومستقبلها. وفي خلال هذا الأسبوع قررت المستشارة انجيلا ميركل، التي سجلت أطول حياة سياسية بين جميع القادة الغربيين، دخول المعركة وترشيح نفسها لدورة رابعة من أجل القيم الديمقراطية ودفاعاً عن أسلوب حياتنا، في مواجهة المد الشعبوي وسط تحذيرات بأن الانتخابات القادمة ستكون الأكثر صعوبة على الإطلاق منذ إعادة توحيد ألمانيا في عام 1990. وألمانيا واحدة من الجبهات المتقدمة للحرب حيث يستمر حزب البديل اليميني في تحقيق اختراقات كبيرة. وقد حذر الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن ياغلاند من أن الديمقراطية مهددة بتصاعد النزعة الشعبوية والقومية في أوروبا، مشدداً على أن تصاعد الشعبوية يضع القارة في مأزق شديد الخطورة. ووصف أنصار المستشارة الألمانية دخولها ساحة المعركة بأنها تمثل المدافع الأخير عن العالم الحر والقيم الديمقراطية في مواجهة صعود الشعبويين الذي عكسه قرار الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي وفوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية. وأحزاب اليمين المتطرف تسيطر اليوم على النمسا والمجر وتستعد لالتهام بولندا والدنمارك وهولندا، وفي فرنسا تحولت الجبهة الوطنية الفرنسية التي أسسها جان ماري لوبن في 1972 وترأسها حالياً ابنته مارين لوبن أقوى حزب سياسي. ففي الجولة الأولى للانتخابات المحلية عام 2015 أحرزت الجبهة نحو 28 في المئة من مجموع الأصوات وتفوقت على الجمهوريين والاشتراكيين، وحسنت بذلك نتائجها في الانتخابات الأوروبية عام 2014. وتشكل الجبهة الوطنية المتطرفة اليوم العدو الأول والأقوى لأحزاب اليمين والوسط والاشتراكيين الفرنسيين في سباق الرئاسة المقرر بعد خمسة أشهر. إيطاليا أيضاً تعاني وأزمتها أشد مرارة، ويقول مراقبون إنها قد تحذو حذو بريطانيا وتغادر الاتحاد الأوروبي قريباً في حال فشل رئيس حكومتها في تمرير الإصلاحات التي يطرحها على الاستفتاء. وفي هذه الحالة ستسقط روما دون مقاومة تحت حوافر اليمين المتطرف. Shiraz982003@yahoo.com