منذ الإعلان عن رؤية 2030 وما سيصاحبها من خطة تحول وطني .. وما تضمنته تلك الرؤية من إشارة واضحة إلى الاهتمام بالشباب والرياضة باعتباره قطاعاً تنموياً وحيوياً أخذ حيزاً كبيراً من اهتمام ودعم القياة الرشيدة .. منذ ذلك الحين والمتفائلون على موعد سماع عدد من القرارات والخطط والخطوات باتجاه التطور الرياضي.. وتصحيح ما من شأنه إصلاح الشكل العام للرياضة بعد أن أصابها الترهل على مدى السنوات الأخيرة .. الترهل الذي تمثل في صور وأشكال كثيرة وفي مختلف جوانب الرياضة مالياً وفنياً وإدارياً.. وأكبر دليل على ذلك ما تعانيه معظم منتخباتنا وفرقنا الوطنية من تراجع في المستويات وغياب عن أهم المنصات الدولية والمناسبات العالمية .. وأنا هنا لا أعمم لكنها للأسف هي الصورة الأكثر شيوعا .. لذا فقد كان من الأولى إحداث إصلاح سريع وناجع .. تمثل على شكل الصدمة الكهربائية الباعثة للحياة من جديد .. وهو ما حصل بالفعل من خلال عدد من القرارات والخطوات التصحيحية والتطويرية الهامة والتي كان أولها تحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى هيئة عامة .. ثم تلا ذلك إصدار القرارات الخاصة بدعم ورعاية رياضيي النخبة على المستوى الأولمبي .. مروراً بخطوة توثيق تاريخ الرياضة السعودية .. ثم اعتماد وإطلاق مشروع الخصصة من أعلى جهة في الدولة .. ووصولاً إلى الصندوق التنموي الخاص بالرياضة .. وما سيليها من خطوات وقرارات عدة ستشكل في مجملها الوصفة الدوائية الناجعة لعودة الرياضة إلى المسار الصحيح .. والمتابع للحركات الإصلاحية والتحركات التصحيحية على مر التاريخ يدرك مقدار المقاومة التي واجهتها وستواجها تلك التحركات.. لذا فإنه من الطبيعي أن نجد تلك الأصوات النشاز التي وصل نحيبها عنان السماء وهي تصيح بلا تركيز.. وترمي اتهاماتها بلا رقيب.. وتبث سمومها بلا حسيب.. في سبيل إيقاف عجلة التنمية ومحركات التطور.. وعبثاً يحاولون.. فالزمن ليس الزمن !! أعترف ان ماسبق هو ردة فعل أمام ما أراه وأسمعه من تغيرات رياضية من حولنا .. وليست جزماً قاطعاً بصحة وسلامة جميع تلك الإجراءات وتبعاتها على مستوى التطبيق .. إذ أن تلك والخطوات والخطط ستبقى حبراً على ورق مالم يقيض الله لها رجالاً مخلصين يحولونها إلى واقع نعيشه .. إلى صناع الرياضة والمعنيين بالعمل الرياضي .. استعينوا بالقوي الأمين .. فهو الوسيلة الأنسب للنجاح بعد توفيق الله سبحانه .. لا تنظروا إلى الأسماء والعلاقات الشخصية .. ضعوا أيديكم بأيادي المخلصين .. إياكم وكثرة الاعتماد على من وصلوا إلى الرياضة بالبراشوت.. فأبناء الرياضة ومن عاشوا في ميادينها هم الأكثر فهماً وحرصاً ودراية بطبيعة ذلك العمل .. ومعرفة أسراره ودهاليزه .. يا كرام.. هل يبدو لكم المشهد كما بدا لي؟ أني أشاهده أمامي واضحاً وقد أبحرت سفن التغيير باتجاه موانيء النجاح .. وقد اسدلت أشرعتها في الوقت المواتي لرياح التغيير .. وستجري تلك الرياح بإذن الله هذه المرة كما تشتهي السفن .. دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..