×
محافظة جازان

علم «باجة» فوق قمة جبل كليمنجارو

صورة الخبر

يتحدث الرئيس المنتخب الجديد للولايات المتحدة عن الأمور الأكثر أهمية في العالم، على رأسها الأزمة السورية ومحاربة الارهاب والاتفاقية مع إيران والملف النووي لكوريا الشمالية. كل الملفات الساخنة باستثناء أفغانستان. إن الحرب ضد الإرهاب بدأت من أفغانستان عندما انهارت أبراج التجارة العالمية في سبتمبر 2001 وقام جورج بوش بشن الحرب على طالبان والقاعدة. وما ان تمت الإطاحة بنظام طالبان في أفغانستان، أعادت الحركة تجميع مقاتليها في منطقة نائية على الحدود بين باكستان وأفغانستان. لكن القاعدة امتدت من أفغانستان الى العراق والى اليمن، حيث بدأ الرئيس بوش حرباً أخرى في العراق مباشرة بعد أفغانستان. لم تنته المهمة في أفغانستان وتغيرت أولويات العالم فهناك خلية انبثقت عن تنظيم القاعدة تدعى داعش. لقد أنفقت الولايات المتحدة مليارات الدولارات ومات آلاف الجنود الأمريكيون والأجانب في أفغانستان خلال الحرب على الإرهاب. وقد ألزم المجتمع الدولي نفسه بتحقيق الاستقرار في أفغانستان تحت شعار تثبيت أسس الديمقراطية والاستقرار التي ستفيد الأفغان والعالم. اليوم، وبعد 15 عاما من جهود المجتمع الدولي والتزاماته، فان معظم اللاجئين في العالم يأتون أولا من سوريا ثم أفغانستان. إن الأفغان في وسائل الإعلام الاجتماعي يطرحون تساؤلات عما إذا كان هناك أحد يعلم شيئاً عن سياسة او استراتيجية الرئيس الأمريكي المنتخب بالنسبة لأفغانستان. يمكن أن يجد الأفغان المحبطون أنفسهم في نفس الموقع الذي كانوا عليه سابقا إذا انتهت عملية الموصل بنجاح وتم طرد داعش من العراق وسوريا، لأن جنة المجاهدين البديلة لن تكون سوى في أفغانستان. هناك الكثير من النشاطات التي تم الإبلاغ عنها ضد تنظيم داعش داخل أفغانستان، وخاصة الجهود التي تقوم بها الجماعات المتطرفة هناك لدمج المتشددين الباكستانيين والمقاتلين الأجانب مع تنظيم داعش، وهذه الاحتمالات يجب ان تؤخذ بجدية. في بلد يخضع فيه حوالي 30% من السكان الأفغان لسيطرة طالبان، حسب مسؤولي حلف الناتو، لا يمكن توجيه اللوم إلى أحد سوى الحكومة الحالية. يقول تقرير الناتو أن المنطقة الخاضعة لـ "سيطرة أو نفوذ" الحكومة الأفغانية تراجعت من 70.5% إلى 65.6% بحلول نهاية شهر مايو من العام الماضي، استناداً إلى بيانات القوات الأمريكية المتواجدة في أفغانستان. وقد حاصر الغموض والدراما السياسية الحكومة الحالية في أفغانستان وذلك حسب الاتفاقية المبرمة وغير الفعالة بين القائدين السياسيين في 29 سبتمبر 2014. فبعد الانتخابات الرئاسية الأفغانية في 2014، ادعى كل من المرشحين اللذان تنافسا في الانتخابات محمد أشرف غني وعبد الله عبد الله أنه الفائز. ولكن بعد تدخل الولايات المتحدة لحل المشكلة، قامت الحكومة الأفغانية بتعيين أشرف غني رئيسا والدكتور عبد الله عبد الله كرئيس حكومة تنفيذية. إن الصراع على السلطة بين الرئيس والرئيس التنفيذي للحكومة لم يترك أي مجال للتحسينات الاجتماعية والسياسية ولا حتى للتفكير في محاربة الإرهاب. لا يكاد يمضي شهر واحد دون تقرير عن انفجار يسفر عن قتل وإصابة أفغان مدنيين، في حين أن الحرب مع حركة طالبان في المناطق الجنوبية من نانجيهار، اورزغان وكندوز ما تزال مستمرة. انتهت فترة البرلمان التي مدتها خمس سنوات في حزيران 2015 ولكن تم تأجيل الانتخابات بسبب مخاوف أمنية وخلافات حول كيفية ضمان انتخابات نزيهة. وبالرغم من وجود جدل حول صلاحية البرلمان الحالي القانونية وشرعية سلطته، كانت هناك محاولة داخل البرلمان لإقالة 16 وزير من مناصبهم، وانتهى الأمر بإقالة 7 منهم بعد خسارتهم التصويت بالثقة في البرلمان، مما سبب اضطرابات سياسية أخرى بين غني وعبد الله. تأثرت أفغانستان كثيراً بالإرهاب في 2016، كما تزايدت زراعة وتجارة المخدرات. في 2014، وصل إنتاج الأفيون في أفغانستان مرة أخرى إلى أرقام قياسية، حسب مكتب المخدرات والجريمة التابع للأمم المتحدة. التقيت مؤخرا في دبي مع عدد من قادة المجاهدين السابقين وأخبروني أنهم يريدون أن يلفتوا نظر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى أهمية الالتفات الى أفغانستان عند دراسة ملف الحرب ضد الإرهاب. أحدهم قال بمرارة: " تحتاج أفغانستان الى حكومة قوية لا الى هذه الحكومة المتخلفة. نحن نطالب الرئيس الأمريكي المنتخب أن لا ينسانا . لدينا مخاوف من أن تتحول أفغانستان إلى نفس حالة الفوضى التي حدثت عندما غادر الروس أفغانستان في أوائل التسعينيات. وفي غياب المؤسسات، دخل البلد حرباً أهلية مهدت الطريق لبروز جماعات إرهابية مثل طالبان والقاعدة."