×
محافظة المنطقة الشرقية

13 امرأة مؤثرة من العالم العربي: البطولة كممارسة يوميّة

صورة الخبر

عمر الولايات المتحدة الأمريكية يزيد على ثلاثمائة عام منذ انفصالها عن الدولة الأم - بريطانيا العظمى - بعد حرب أهلية طاحنة نتج عنها توحيد خمسين ولاية في اتحاد فيدرالي ودستور فريد من نوعه بمواده المثالية التي وضعت فصل السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية ،وحددت كل ما يتعلق بشؤون حياة الإنسان في تلك القارة الشاسعة الغنية بثرواتها الطبيعية الوافرة والمحاصيل المتنوعة. بدأت الدولة بصياغة دستور تميز بفصل السلطات الثلاث «التشريعية والتنفيذية والقضائية» وانتقال السلطة وفق نظام ديمقراطي محكم ثبتت جدواه والالتزام به من كافة فئات الشعب الأمريكي. ولأن أمريكا ولدت من رحم الإمبراطوريات الأوروبية استفادت من ايجابيات إرثها التاريخي وانطلقت في مشوار التطور والتنمية بدون حدود. استقطبت أحسن الكفاءات والعقول المبدعة ومنحتها حرية العمل والحياة والتفوق حتى أصبحت قوة عظمى في كل مضامير الحياة. هيمنت على العالم سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وأصبحت تملك القوة بكل أشكالها الناعمة والصلبة تحت تصرفها بوفرة المال وجودة الإنتاج معتمدة على البحوث العلمية وقدرات الإنسان الخلاقة. تقترب ممن تريد وتقصي نفسها عن من تشاء لا تخشى الضعف ولا تنقصها القوة. بعد الحرب العالمية الثانية التي حسمتها أمريكا بإلقاء أول قنبلة نووية في تاريخ العالم على مدينتي «هيروشيما ونجازاكي» في اليابان ولازالت آثارها مسرحاً تراجيدياً يعبر عن جبروت الإنسان وضعفه في نفس الوقت، دعا الرئيس روزفلت رؤساء الدول - التي سميت بالصديقة في ذلك الوقت- لاجتماع في سان فرانسيسكو نتج عنه صياغة جديدة لنظام عالمي و لمنظمة أممية تُدعى «منظمة الأمم المتحدة «تحل محل عصبة الأمم القديمة التي لم تستطع السيطرة على السياسة الدولية وتمنع الحروب الكونية وأخفقت في معالجة الفقر والتمزق الذي تعرض له العالم في النصف الأول من القرن العشرين.وقد كان ذلك التوجه نتيجة منطقية لتطوير حلف واستفيليا Westphalia الذي أبرم في 1648م وتلته الثورة الفرنسية والثورة الصناعية ،وفي العقد الثاني من القرن العشرين الحرب العالمية الأولى ثم الحرب الكونية الثانية التي اشتعل سعيرها في عام 1939م وانتهت في عام 1945 وكانت الولايات المتحدة الأمريكية الرابح الأكبر من جراء تلك الحرب حيث وظفت نتاجها لصياغة العالم الجديد. وأمريكا كما هو معلوم قامت على جماجم الهنود الحمر وبسواعد ضحايا تجارة العبيد الذين استوردتهم من أفريقيا ومنها تكونت العقدة العنصرية التي لم تستطع التخلص منها حيث اجتمع لها الثراء والموارد الطبيعية التي تغنيها عن العالم حتى أصبحت قوة عظمى لا يشق لها غبار ومع أن امريكا المستفيد الأكبر من موارد العالم الطبيعية وإنتاجها الصناعي إلا أنها تعود لتهدد بين حين وآخر دول العالم بالانعزال والتخلي عن التزاماتها وتعطيل كل المواثيق الدولية التي كيفتها لخدمة مصالحها من خلال مجلس الامن ونفوذها في منظومة الأمم المتحدة الأخرى. والشعب الأمريكي مثله مثل غيره من شعوب العالم ولكن السياسة والقوة تدفع الساسة لتحريك مشاعرهم وإحياء غريزة الغلبة والفوقية والتميز عن الآخرين ،وهذا ما حصل في الانتخابات الاخيرة بطرق ديمقراطية انتصرت فيها النزعة العنصرية وقد يكون الآتي اسوأ من خلال مؤشرات اختيار الوزراء الجدد في ادارة الرئيس المنتخب الجديد ،ويبقى السؤال المحير هل من شك بأن أمريكا حقاً عنصرية عندما تصوت الأغلبية لذلك البرنامج العنصري الذي قدمه ترامب للشعب الأمريكي؟ Salfarha2@gmail.com