2016-11-19 9:50 PM مع زخم أصوات المدافع، وقصف الطائرات التي لا تهدأ فوق سماء الموصل، واقتراب عملية استعادتها من داعش إلى نحو الشهر، لا يجد المدنيون في محافظة نينوى سوى خيارين لا ثالث لهما، إما النزوح والتشرد، أو البقاء في منازلهم عرضة لإرهاب متطرفي داعش. وبحسب الإحصاءات الميدانية الموثقة فإن أكثر من 47730 شخصا هربوا من ويلات الحرب الدائرة في محيط مدينة الموصل التي تخنقها القوات العراقية في عدد من المحاور، مسنودة بطيران التحالف الدولي، الأمر الذي دفع بالدواعش للاستنجاد بالأطفال والنساء، لاستخدامهم دروعا بشرية، في وقت يمكث في داخل المدينة ما يقارب المليون نسمة من المدنيين، مهددين بالجوع والخوف وأنواع من التجاوزات الإنسانية. توثيق الجرائم الداعشية في الوقت الذي أعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق عزمها تشكيل لجان تضم ممثلين عن منظمات محلية لمرافقة القوات الأمنية في محافظة نينوى، لرصد حالات الانتهاكات وتوثيق جرائم التنظيم المتطرف، أبدى عدد من الناشطين والإعلاميين استعدادهم للانضمام إلى تلك الفرق. وتحدث الناشط المدني حامد المفرجي لـ"الوطن"، عن أمله أن تكون دعوة المفوضية جادة، وتوفر فرصة الوصول إلى المدن المحررة في محافظة نينوى، مشيرا إلى أن المنظمات العراقية المعنية بحقوق الإنسان تمتلك تجارب وخبرات في مجال رصد حالات الانتهاكات والتجاوزات على المدنيين أثناء تنفيذ العمليات العسكرية، مؤكدا أن هناك عددا من النشطاء والإعلاميين، قاموا بتوثيق جرائم التنظيم المتطرف بالأدلة والمستندات، وقدموها إلى بعثة الأمم المتحدة في العراق، منها ما يتعلق بالقتل وتهجير الأقليات، ومنها ما يوثق مصادرة الممتلكات، فضلا عن اختطاف النساء والفتيات، اللاتي ما زال مصيرهن مجهولا. تكتيكات جديدة أكدت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، نقلا عن مصادرها الخاصة، إنه في الوقت الذي يتقهقر فيه تنظيم داعش بالعراق، فإن التنظيم لجأ للنساء للقتال في صفوفه، كما شرع في إرسال مجندين على شكل مهاجرين لتنفيذ هجماته الإرهابية في أوروبا، بعد استشعاره بأنه بات يخسر أراضيه التي سيطر عليها خلال العامين الماضيين في كل من العراق وسورية. وذكرت الصحيفة أن التنظيم أصبح يبقي عناصره من النساء في الأبنية التابعة له، وليس في أرض المعركة، مشيرة إلى أن هذا الأمر يعتبر تغييرا دراماتيكيا في مخططاته، ويزيد من التحديات أمام القوات العراقية، في وقت تسعى فيه الأخيرة إلى اختراق شبكة التنظيم والتعرف على كافة أسراره وخطط مقاتليه. وفضلا عن استنجاد التنظيم بالنساء، فقد أشارت منظمة "هيومان رايتس ووتش" في تقريرها الصادر مؤخرا، إلى أن عناصر التنظيم يملكون مخازن كبيرة من مادتي الأمونيا والكبريت، المصنعتين للأسلحة الكيميائية، في حين أكدت عدة مصادر ميدانية، أن داعش استخدم الأسلحة الكيميائية خلال هجماته الأخيرة في ما لا يقل عن 3 مرات بمنطقة القيارة، جنوب الموصل. انتهاكات الحشد الشعبي وفيما لاقت انتهاكات داعش بحق المدنيين إدانات دولية واسعة، فقد أكد عدد من النشطاء والإعلاميين العراقيين أن انتهاكات الميليشيات الطائفية التي تتبع إيران قد ترقى هي الأخرى إلى جرائم حرب، في وقت لا يغطي الإعلام المحلي أو الدولي تلك الانتهاكات لأنه يتبع سياسة معينة. وتزامنا مع تكرار مطالبة مجلس محافظة نينوى بالاعتماد على الشرطة المحلية ومتطوعي العشائر لإدارة المناطق التي يتم تحريرها، دعا عضو المجلس عبدالرحمن الوكاع، رئيس الحكومة المركزية حيدر العبادي، إلى إعادة المفصولين من منتسبي شرطة نينوى إلى الخدمة، من أجل حماية المدنيين من التعرض لانتهاكات محتملة. تطرف الصغار بحسب تحقيق ميداني لشبكة CNN الأميركية، نقلا عن شهود عيان، فإن داعش أعدم العشرات من المدنيين مؤخرا، بسبب استخدامهم الهواتف المحمولة، خوفا من الهروب أو من الخيانة، في حين وثق مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إعدام داعش نحو 60 شخصا في الموصل. وأشار التحقيق بحسب مصادر ميدانية، إلى أن القادة الكبار لداعش باتوا يهربون ويغيرون من أماكنهم بين الفترة والأخرى، ويتركون الأطفال الصغار الذين تم تدريبهم لمواجهة القوات العراقية. ويقول المدنيون في الموصل، إنهم يخشون من هؤلاء الفتية الصغار أكثر من خشيتهم مقاتلي داعش أنفسهم، كونهم تدربوا وتم غسل أدمغتهم على القتال ضد أي معتدٍ، بل لديهم رغبة القتال المفرط بعد أن تم تلقينهم وتدريبهم لمدة عامين.