الرياض ـ هاني السليس اليوم يطوي الدوري السعودي صفحته التاسعة.. ومهما كانت نتائج الفائزين والخاسرين والمتعادلين فإن معالم وملامح المتنافسين حتى النهاية على اللقب لا تبدو واضحة أبداً.. الأربعة الكبار وخامسهم الشباب يملكون تقريباً الفرص ذاتها، حيث تتقارب الأرقام ومثلها المستويات والمعطيات. يمضي الثلـث الأول من كل دوري وتتجــه الأنظار صوب متنافســين أو ثلاثــة سيكون لهم الكلمة العليا في النهاية.. هذا يحدث غالباً في كل مكان حول العالم.. الدوري السعودي ليس في عزلة عن هذه الفلسفة الكروية.. العام الماضي والذي قبله تبدأ الترشيحات والتوقعات وفقاً لعوامل تدعمها أولاً وأخيراً الأرقام. الذي حــــدث هــذا الموسـم أن الخماســي الاتحاد والهلال والنصر والشــباب والأهلـــي يملكون الحظوظ المتوازية والفوارق يمكن وصفها بالبسيطة والعادية.. اليوم بمباراة الاتحاد والنصر يمكن الحديث عن بداية قوية لكرة قدم لا تعرف التثاؤب. هنا في "الرياضية" أشار عضو شرف نصراوي قبل يومين إلى أن هذه المباراة ستكون منعطفاً مفصلياً للدوري بأكمله وذهب بعيداً بقوله إن المباراة من شأنها أن تحدد اللقب.. في كلامه الكثير من المبالغة وتخطي الواقع لكن أيضاً لا يمكن تجاهله على المطلق.. فالمباراة تجمع متنافسين جماهيريين لم يلتقيا منذ سنوات وخطواتهما تكاد تكون متوازية بهذه المسافة بحثاً عن المقعد الأول في الدوري القوي.. إنه عام الأقوياء. الكرة السعودية لم تعرف بين أنديتها أقوى من هذا الخماسي تاريخاً وحضوراً وإنجازات، ولم يسبق لهم المنافسة بهذه الصورة وهذا الاقتراب.. الدوري سيكون مختلفاً وفريداً وصاخباً ومشتعلاً لأنه يعيش حالة لم يعرفها من قبل.. فوز الاتحاد أو هزيمته ربما لا تكون في مصلحة الهلال والشباب والأهلي.. وما يقال عن مباراة الاتحاد والنصر سيقال بنفس الصيغة والطريقة عن مباريات ستجمع الهلال بالأهلي أو الشباب أو النصر... وهكذا تتكرر الأسئلة حتى تتساقط أوراق الخريف وتتضح صورة البطل أو منافسه بشكل أوضح.