قتل 60 مدنيا وجرح العشرات أمس السبت بعد أن جدد نظام الأسد قصفه الكثيف على شرق حلب لليوم الخامس على التوالي أمس السبت، وقد تسبب بتدمير أحد آخر مستشفيات المنطقة، وأجبر المدارس على إغلاق أبوابها. وأعلنت مديرية صحة حلب التابعة للحكومة السورية المؤقتة من جهتها، عن توقف جميع المستشفيات في المدينة المحاصرة عن العمل بسبب القصف الجوي العنيف والممنهج من قبل نظام الأسد وطائرات روسيا خلال الساعات الـ 72 الماضية. وأوضحت المديرية في بيان لها، أن نظام الأسد وروسيا استخدما الأسلحة المحرمة دولياً وترسانتهما العسكرية في قصف المدنيين، وتعمدا استهداف البنى التحتية والمنشآت الحيوية للحيلولة دون تلقي المدنيين من نساء وأطفال ومسنين المعالجة الطبية اللازمة. في وقت قصف فيه الطيران الروسي بالقنابل العنقودية ريف حلب الجنوبي. فيما حذرت الأمم المتحدة من الوضع الإنساني الصعب، معتبرة أن سكان شرقي المدينة يواجهون لحظة قاتمة جداً، وذلك بعد أن شهدت المدينة وريفها أمس الأول، قصفا عنيفا بمختلف أنواع القنابل الفراغية والغازات السامة، مما أسفر عن مقتل ثمانين شخصا على الأقل وجرح 150 آخرين. ونقل مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية للمدينة التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة ان هذه الاحياء لا تزال عرضة لسقوط قذائف وصواريخ وبراميل متفجرة. القتل والتجويع وأعلنت مدارس شرق حلب، في بيان تعليق الدروس السبت واليوم الأحد، «للحفاظ على سلامة التلاميذ والمدرسين بعد الضربات الجوية الهمجية». ومساء الجمعة، تسبب قصف مدفعي لقوات النظام على حي المعادي في شرق حلب بخروج مستشفى عن الخدمة بعد تضرره جزئيا. وقال مراسل لفرانس برس في شرق حلب، نقلا عن مصدر طبي في المستشفى: إن القصف أدى «إلى تدمير جزئي للمستشفى المتخصص في الأمراض العامة»، موضحا: «إن مريضين قتلا بعد إصابتهما بالقصف عدا عن إصابة مرضى في المستشفى وأفراد من الطاقم الطبي بجروح». وجاء استهداف المستشفى بعد ساعات من استهداف مركز رئيسي للدفاع المدني في حي باب النيرب، وخروجه عن الخدمة وفق مراسل فرانس برس. ووثق المرصد السوري مقتل 71 مدنيا على الأقل، منذ الثلاثاء، جراء القصف الجوي والمدفعي على الأحياء الشرقية، بينهم عشرة قتلوا السبت. وكان القادة الأوروبيون الرئيسيون والرئيس الأمريكي باراك أوباما دعوا الجمعة، من برلين إلى «الوقف الفوري» لهجمات النظام وروسيا وإيران على مدينة حلب. وقال الباحث المتخصص في الشؤون السورية، توماس بييريه، لفرانس برس إن قوات النظام تعمل على «الدمج بين القصف الجوي والجوع الناجم عن الحصار لدفع المقاتلين إلى الاستسلام». وأوضح أن الفرق بين الهجوم الحالي وما سبقه هو أن «أحياء حلب الشرقية باتت اليوم محاصرة بالكامل وبدأ سكانها يموتون جوعا». وتزامن التصعيد العسكري في حلب اعتبارا من الثلاثاء مع إعلان روسيا، حليفة دمشق، حملة واسعة النطاق في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحمص (وسط). خارج الخدمة وفي السياق، أدان عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بدر جاموس، الحملة الإجرامية التي تستهدف السكان المدنيين «بهدف فرض حل عسكري خارج إرادة السوريين»، وقال في تصريح خاص: إن النظام وحلفاءه «ضربوا عرض الحائط كل الأعراف والقوانين الدولية، ونسفوا القوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان». وأضاف إن ما يقوم به الأسد وروسيا هو «قتل للعملية السياسية ودفن لها»، محملاً المسؤولية للمجتمع الدولي بشكل كامل نتيجة عجزه عن القيام بمهامه الأساسية وعلى رأسها حماية المدنيين. وأوضح وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة الدكتور محمد فراس الجندي، في تصريح خاص أن الهجمة العسكرية الأخيرة استهدفت المرافق والكوادر الطبية بشكل ممنهج من قبل طيران النظام وروسيا، مشيراً إلى أن ذلك أدى إلى خروج المشافي الثلاثة العاملة في ريف حلب الغربي عن الخدمة، وتدمير أحدها بشكل كامل. ولفت الجندي الانتباه إلى أن مدينة حلب شهدت قصفاً عنيفاً أصاب منظومات العمل الطبي والإسعاف وأدى إلى توقف كامل للخدمات الطبية والعجز عن تلبية الاحتياجات اللازمة للمدنيين المحاصرين وعددهم 300 ألف نسمة. وذكر ناشطون أنه مع بدء الهجمة العسكرية الأخيرة من قبل نظام الأسد وروسيا خرجت 10 مشافٍ ومرافق طبية عن العمل، في حين تم استهداف 13 منشأة طبية ومشفى خلال شهر تشرين أول الماضي. وعلى جبهة أخرى، تدور معارك بين قوات سوريا الديموقراطية وتنظيم داعش على مرتفع استراتيجي على بعد حوالى 25 كيلومترا شمال مدينة الرقة السورية، بعد أسبوعين من بدء حملة لطرد الإرهابيين من أبرز معاقلهم، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس. وأكد مسؤول بارز في قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف من المقاتلين الأكراد والعرب، للوكالة الجمعة تسلم الأخيرة دفعة جديدة من الأسلحة والمعدات من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وأكد أن قوات التحالف تشارك «بريا» في القتال إلى جانب تقديمها الدعم الجوي للهجوم المستمر منذ نحو أسبوعين، لطرد الإرهابيين من ابرز معاقلهم في سوريا.