أعلن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن هدنة لمدة 48 ساعة قابلة للتمديد اعتبارا من ظهر امس، «لتسهيل جهود إحلال السلام في اليمن وإدخال المساعدات الانسانية». وفي حين أعلنت جماعة «أنصار الله» الحوثية والقوات الموالية لها، التزامها وقف النار في البلاد، «شرط التزام الأطراف الأخرى»، أعلن قائد عسكري يمني بارز موال للرئيس عبدربه منصور هادي، أن قوات الجيش ملتزمة الهدنة المعلنة، رغم خروقات الحوثيين والقوات الموالية لهم، فيما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية بأن «هادي وجه القيادات العسكرية بالتحلي بمزيد من اليقظة والتصدي لأي خروقات للهدنة، ومحاولات الاعتداء التي جبلت عليها القوى الانقلابية في تجاوز للهدنة». ويأتي اعلان الهدنة المفاجئ (وكالات) بعدما رفض هادي الذي يدعمه التحالف العربي وقفا للنار كان ينبغي ان ينفذ الخميس الماضي بمبادرة من وزير الخارجية الاميركي جون كيري. واكد التحالف في بيان اوردته «وكالة الانباء السعودية» الرسمية (واس): «تقرر أن يبدأ وقف النار اعتبارا من الساعة 12,00 ظهرا بتوقيت اليمن من اليوم (امس) ولمدة 48 ساعة تتمدد تلقائيا في حال التزام ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها بهذه الهدنة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة وفي مقدمها مدينة تعز ورفع الحصار عنها وحضور ممثلي الطرف الانقلابي في لجنة التهدئة والتنسيق إلى ظهران الجنوب». واوضح البيان ان وقف النار «تقرر تجاوبا مع جهود الأمم المتحدة والجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن، وبذل الجهد لإدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اليمني الشقيق». وحذر من انه «في حال استمرار الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها بأي أعمال أو تحركات عسكرية في أي منطقة فسيتم التصدي لها من قبل قوات التحالف مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري، والاستطلاع الجوي لأي تحركات لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها». من ناحيته، اكد الناطق باسم الجيش الموالي للحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح العميد شرف لقمان، إنه «بناء على اتفاق المبادئ التي تمت في مسقط، نؤكد التزامنا وقف النار، شرط التزام الأطراف الأخرى وقف الأعمال العسكرية في شكل شامل». من جهتها، ذكرت منظمة «أطباء بلا حدود» في بيان ان مراكز الطوارئ التي تدعمها او تديرها في تعز استقبلت 21 قتيلا و76 جريحا اثر «معارك عنيفة». واسفر انفجار لغم زرعه المتمردون في مبنى محافظة تعز عن مقتل المصور الصحافي اواب الزبيري الذي يعمل لدى «شبكة تعز الاخبارية» الموالية للحكومة. وفي الجانب السعودي من الحدود، استشهد الجندي محمد الجعفري، قبل ساعات من وقف النار، اثر «تعرض أحد مراكز حرس الحدود المتقدمة في منطقة عسير لسقوط مقذوفات عسكرية تم إطلاقها من داخل الأراضي اليمنية» حسب ما ذكر بيان لوزارة الداخلية السعودية.