شنَّ الصحافي الرياضي البريطاني الأشهر نيل ويلسُن، هجوماً لاذعاً ضد أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، وعلى رأسهم الشيخ أحمد الفهد مشبهاً إياه بشخصية «العم فيستر» ضمن «العائلة الأولمبية»، معتبراً إياه «يعمل من أجل غاياته ومصالحه الخاصة فقط»، وملمحاً إلى أنه يثير «عواصف رملية صحراوية» لخدمة أغراض معينة. هجوم ويلسُن - وهو بطل سابق في رياضة التزلج على الجليد - جاء في سياق مقال كتبه في موقع «سبورتس فيتشرز» دفاعاً عن مواطنه السير كريغ ريدي الرئيس الحالي للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات الرياضية، ونشر تحت عنوان: «ينبغي على السير كريغ تعرية مواقف الشيخ ويمضي قُدما». وفي ما يلي مقتطفات مما كتبه ويلسُن في مقاله: يروق للجنة الأولمبية الدولية أن تشير إلى مجمل دولها الأعضاء بلقب «العائلة الأولمبية»، ولكن في أعقاب ما حصل من فصد حقود لدماء فاسدة خلال هذا الأسبوع أصبحت تلك اللجنة أقرب إلى شخصيات قصة المسلسل والفيلم الأميركيين «عائلة آدامز»، أي عائلة مضطربة ومتفككة ولديها «العم فيستر» الذي يعمل من أجل غاياته ومصالحه الخاصة فقط. ففي العام الماضي كان فصد الدماء الفاسدة من نصيب «منظمة الاتحادات الرياضية الدولية» (سبورت أكورد) ورئيسها ماريوس فايزر، الذي تمَّ نبذه وحيداً لأنه أغضب القوى والأقطاب المهيمنة على اللجنة الأولمبية الدولية. وفي الدوحة خلال هذا الأسبوع، وخلال الجمعية العامة لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية، جاء الدور على السير كريغ ريدي كي يكون الصبي «الملطشة» في الملعب. هذا الرجل (السير كريغ ريدي) كان في وقت من الأوقات رئيساً لاتحاد رياضي دولي صعد برياضته إلى الألعاب الأولمبية، وكان رئيساً للجنة الأولمبية الوطنية البريطانية التي أعدت وقدمت العرض اللندني الناجح لاستضافة دور ألعاب أولمبية، كما شغل حديثاً رئيس الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات الرياضية. وهكذا فإنه ليس مجرد شخص عادي لم يسهم بدور ملموس في مجال رياضته. ومع ذلك، فإن تلك «العائلة» انقلبت عليه لأنه صودف أنه يترأس هيئة جعلت أقطاب اللجنة الأولمبية الدولية وأعضاء جوقتها ينظرون في المرآة ويرون أنهم جميعا «ثآليل» وأنها (اللجنة) عبارة عن منظمة ضعيفة وغير فعالة ومكرّسة للسعي وراء جني الأموال قبل أي شيء آخر. فالسير كريغ ريدي عيّن ريتشارد باوند كي يرأس مجموعة قامت بفضح فساد في ألعاب قوى، ثم عيّن ريتشارد ماكلارين الذي كشف قدراً مساوياً من الفساد وأكثر في روسيا. وكان هذا انتصاراً بارزاً في غضون عام واحد ويستحق الإشادة، لكن لم يكن من مصلحة البعض في عالم الرياضة أن يتم فضح جرائمهم هم وأشباههم. ومن هنا جاءت حملة التجريحات اللفظية التي تضمّنتها استجوابات جرى توجيهها إلى السير كريغ (من جانب أفراد «عائلة» اللجنة الأولمبية الدولية) بعد أن ألقى كلمته في الدوحة. وقد نتغاضى عن النفاق في ما قاله رئيس اللجنة الأولمبية الإسبانية أليخاندرو بلانكو الذي ينتمي إلى دولة تستر قضاؤها وحكومتها على ممارسات منشطات رياضية... لكن «العم فيستر» الخاص بتلك «العائلة» هو الشيخ أحمد (الفهد الصباح) عضو اللجنة الأولمبية الدولية. فقد تظنون أنه ينبغي أن يكون منشغلاً بالبحث عن حل لفوضى مشكلة لجنته الأولمبية الوطنية (الكويتية) الموقوفة حالياً... لكنه (الشيخ أحمد) شنَّ هجوماً شرساً ضد السير كريغ بمجرد أن رصد فرصة لتفخيم وتضخيم نفسه أكثر في نظر من يسعى إلى التأثير عليهم. فقد طالب الشيخ (أحمد الفهد) بتعيين رئيس «مستقل» كي يحل محل السير كريغ. والواقع أنه يُستحسن له أن ينتبه إلى ما يتمناه. فالسير كريغ يدين بكثير من الولاء إلى قاعدته الأم في اللجنة الأولمبية الدولية... وأي رئيس «مستقل» سيفعل ذلك الشيء ذاته بالضبط. لكن من خلال تعرية مواقف الشيخ ومواجهة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ بشكل صريح ومباشر، قد يتمكن السير كريغ من إرغام اللجنة الأولمبية الدولية على أن تمنح الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات الاستقلالية اللازمة كي تقوم بمهمة استئصال الفاسدين في عالم الرياضة. وليس هناك أي كمية من العلاقات العامة أو التحايل أو «العواصف الرملية الصحراوية» يمكن أن تموّه الحاجة إلى ذلك الأمر في الوقت الراهن.