×
محافظة المنطقة الشرقية

غرفة أبها ترشح 27 متقدم لوظائف المسوقين

صورة الخبر

يعتبر «قصر شبرا» الشهير في محافظة الطائف من أهم المعالم التاريخية والأثرية بالمملكة، وقد بلغ عمره حاليا نحو 112 سنة تقريبا، وتم إنشاؤه على يد علي عبدالله بن عون باشا عام 1323هـ - 1904م، وتم الانتهاء منه خلال عامين. وكان الملك عبدالعزيز آل سعود والملك فيصل بن عبدالعزيز يتخذانه قصرًا لهما عند زيارتهما للطائف. وتم بناء القصر في حي شبرا بطراز معماري مزج بين الطابعين الروماني والإسلامي مع اساليب العمارة التقليدية لمنطقة الحجاز. وهو تحفة معمارية رائعة من الداخل والخارج، حيث تحفه الأشجار، وتزين حجراته وأسقفه النقوش الخشبية، ويتكون من أربعة أدوار، ويضم نحو 150 غرفة، وله عدة مداخل، وبوابته الرئيسة تقع في الجهة الغربية، وهي مصنوعة من الخشب المزخرف. وللقصر أربعة واجهات متشابهة تتخللها أعمدة مصنوعة من النورة والحجر، وفي القاعة الرئيسة في القصر يوجد سلم كبير مزدوج خشبي بديع أرضيته من المرمر يعرف بـ»السلملك»، يمتد حتى الدور الثاني، والذي به جناحان يضمان غرفًا كبيرة وأخرى صغيرة، عقود جدرانها الداخلية والأعمدة والأركان ذات زخرفة ملونة على شكل أوراق نباتية طليت أطرافها باللون الذهبي، ونوافذ القصر وأبوابه مصنوعة من الخشب المحفور بلمسات فنية، وأسقف القصر خشبية مطرزة بأشكال زخرفية ونقوش، وينتهي سور سطح القصر بزخرفة يغلب عليها الطابع الروماني. وقد فُتحَ القصر قبل تأسيس المملكة عند فتح الحجاز، وقام بفتحه كما تذكر المصادر التاريخية السعودية القديمة قائد جيش الإخوان المتوجه للطائف وشيخ شمل قبيلة بني عبدالله من مطير، الشيخ قعدان بن درويش، الذي كان أحد قادة الجيوش، التي توجهت لفتح الحجاز تحت قيادة الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وكان القصر - كما ذكر صاحب كتاب الرحلة الملكية إلى الديار المكية- محصنًا وتحت سيطرة الحامية التركية، التي كانت موجودة في ذلك الزمن. في بداية الحكم السعودي سكنه الملك عبدالعزيز آل سعود، وكان يدير شؤون الحكم من هذا القصر خلال إقامته الصيفية بالطائف. ثم أصبح القصر مكتبًا للملك فيصل بن عبدالعزيز أثناء توليه ولاية العهد، ثم مكتبًا للأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع السعودي السابق. وفي عام 1407هـ حوله الملك فهد بن عبدالعزيز ليكون متحفًا للتراث العربي والإسلامي تحت إشراف وزارة المعارف السعودية. وكان الطابق الثاني من القصر يضم مكتب الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله حين كان القصر مقرا صيفيا له، ويحتوي متحف القصر على آثار ومنقوشات ورسوم أثرية على صخور حجرية مرتبة بشكل منتظم ومعلقة على رفوف وحوامل خشبية، حيث اكتشفت تلك الآثار في محافظة الطائف وتعود إلى عصور إسلامية وما قبل الإسلام، ومنها: ألواح صخرية عليها كتابات عربية تبين الخط العربي وأنواعه على مر العصور، وأنواع وأحجام مختلفة من أحجار الرحى الأثرية المستخدمة في طحن الحبوب، وأسلحة قديمة أثرية من سيوف ودروع وخناجر ورماح وبنادق ومسدسات وأحجار كريمة وحلي وأختام قديمة ومسكوكات ذهبية وفضية أثرية، وأوان منزلية ومصابيح حجرية وفخارية وزجاجية تعود إلى عصور ما قبل الإسلام، وجهاز تقطير قديم لماء وعطر الورد الطائفي الذي تشتهر به الطائف منذ القدم، وأقفال حديدية وعملات قديمة وأدوات زراعية تراثية وعربة جر أثرية لنقل الأحجار والصخور استخدمت في بناء سد السملقي التاريخي، الذي بني في زمن الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان في ديار ثمالة بضواحي الطائف.