×
محافظة المنطقة الشرقية

أمير الرياض يفتتح فعاليات اسبوع المرور الخليجي

صورة الخبر

أجرت القناة الأولى في التلفزيون السعودي حواراً مع رجل يدعى عبدالرحمن السبيعي. ذاع صيته في النت باسم السمبتيك. عاد من سوريا بعد أن شارك في القتال في صفوف منظمة داعش الجهادية. وقعت على أعمال لهذا الرجل، قبل أن تتفاقم حالته بالسفر إلى سوريا للجهاد. أنصتُ إليه كثيراً في الكيك. يفحش في القول ضد الطائفة الشيعية. يطلق كلاماً بذيئاً وغير مسؤول. يخلط بين الاستهزاء والتنكيت والشتيمة. لا تبدو عليه ملامح الرجل المتدين (لحية وشماغ بلا عقال وثوب قصير) إلخ. ليس وحيداً في هذا: نموذج لشباب سعودي جديد. لم يعرف شيئاً اسمه الصحوة. من شاهده على النت ومن شاهد حواره على شاشة التلفزيون السعودي لا يمكن أن يصدق أن مثل هذا الرجل (في قيافته ومنطقه) يمكن أن يتحول إلى مجاهد. إذا أخذنا روح الانتقام التي تملكته بمقتل أخيه (الجهادي) في سوريا على حد قوله فلن يكفي لأننا سنسأل من دفع شقيقه أصلا للذهاب إلى سوريا ليقتل. الكلام الفاحش أصبح جزءاً من ثقافة النت وجزءاً من الدعم المفتوح لمحاربة كل من يتطاول على نقد الدعاة وفكر الدعاة. كل فئة وكل طائفة وكل مسؤول في الدولة وكل مثقف تلقى مثل هذه الفواحش. ثمة فئة يتابعونك في التويتر بهدف شتمك وإسماعك أخس الألفاظ من منطلق أنهم يدافعون عن الدين. هذا التصرف البذيء لا يمكن أن يكون بريئاً ولا يمكن أن يكون بلا نتائج جادة. لكن أن ينتقل الإنسان فجأة من التفاحش في النت والتنكيت على مقدسات الآخرين إلى القتال قد يبدو شيئاً لا يتسق ولكنه سيتسق إذا نظرنا للأمر من زاوية أخرى. ما كان يدلقه الرجل في النت لم يكن فورة شبابية أو رغبة في الظهور وبالتأكيد ليس تديناً. الإنسان لا يشتم الإنسان والمسلم لا يشتم من قال (لا إله إلا الله محمد رسول الله) أي كان مذهبه. الإسلام دين إنساني مفتوح وليس ديناً مغلقاً على أتباعه بالوراثة. دين مفتوح حتى لأشد أعدائه للدخول فيه بالتوبة والعمل الصالح. كيف تستقيم الأمور أن من أشتمه اليوم في عرضه وأصله وشكله وبلده أن أتوقع أن يكون غداً جزءاً مني وحليفاً لي. فالمادة التي عيرته بها (كلون بشرته) لا يمكن أن تتغير بمجرد أن دخل الإسلام وانضم إلى طائفتي. هل أتوقع من هذه الرجل الذي عيرته بلونه أن يتبنى معاييري ويبدأ في تعيير الآخرين الملونين مثله إذا اختلف معهم يوما ما. أنا هنا لا أريد أن اكشف عيوب هؤلاء. أريد أن نعمل معها لنكشف الحقيقة. من هم هؤلاء وما هو الفكر الذي ينتظمهم. إذا كانت ألفاظهم تنطوي على عنصرية وعلى مناطقية وعلى طبقية كيف يمكن لهؤلاء أن ينتسبون لدين مفتوح لكل العناصر وكل الأمم وكل الألوان. كيف تتسق دعوة ذاك الداعية الذي يناصر التشاديين السود في تشاد وهو يعير خصومه في المملكة بأنهم سود البشرة إذا كانوا كذلك. من هم هؤلاء الذي يجلسون في مدرج يشجعون فريقاً نصفه من السود ثم يعيرون الفريق الآخر بأنه نيجري أو عبيد. ما يتلقاه هؤلاء الشباب وما يدعو إليه بعض الدعاة لا علاقة له بالدين. إذا ماذا؟. ننتقل إلى السؤال الأهم والأخطر: إلى أي فكر ينتمى هؤلاء الشباب الجدد؟ إذا كان لديك متسع من الوقت اقرأ مقالي يوم الاثنين القادم.