نيويورك (أ ف ب) - اكد الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب السبت انه وافق على دفع 25 مليون دولار كتسوية لتفادي محاكمة في قضية احتيال تتعلق بـ"جامعة ترامب" المغلقة اليوم، لانه يركز على قيادة البلد مستبعدا اي شعور بالذنب. في تحول في موقف ترامب الذي رفض التسوية طوال سنوات، اكد ملياردير قطاع العقارات ان المبلغ يشكل صفقة جيدة مشددا على انه كان ليفوز لو جرت المحاكمة. واكد ترامب في تغريدة "قمت بتسوية دعوى جامعة ترامب مقابل جزء بسيط من المكافأة المحتملة لانني بصفتي رئيسا علي ان اركز على بلدنا". تابع ان "النقطة السيئة الوحيدة بشأن الفوز بالرئاسة هي ضيق الوقت كي اتمكن من خوض محاكمة طويلة لكنها مكللة بالفوز بشأن جامعة ترامب. للاسف!" وأعلن المدعي العام في نيويورك اريك شنايدرمان الجمعة أن "هذه التسوية لقاء 25 مليون دولار تمثل تراجعا مذهلا من قبل دونالد ترامب ونصرا كبيرا لاكثر من ستة آلاف ضحية لجامعته الاحتيالية". وكان شنايدرمان باشر ملاحقات عام 2013 بموازاة شكاوى جماعية قدمت في كاليفورنيا عام 2010. والى التعويضات التي يترتب تسديدها لـ"طلابه" السابقين، يتحتم على ترامب دفع غرامة قدرها مليون دولار لانتهاكه التشريعات الخاصة بالتعليم. وتم الاتفاق على تسوية قبل بدء جلسة استماع في محكمة سان دييغو الفدرالية لاتخاذ قرار بشأن طلب ترامب ارجاء المحاكمة. وبذلك يسوي الرئيس المقبل خلافا كان سيلقي بظله على العملية الانتقالية التي ستوصله الى البيت الأبيض. وكان موعد المحاكمة حدد في 28 تشرين الثاني/نوفمبر في كاليفورنيا لهذه القضية التي تعود الى فترة كان فيها مجرد قطب عقارات ونجم برنامج لتلفزيون الواقع. وأكدت "منظمة ترامب" في بيان "رغم ثقتنا التامة بأن جامعة ترامب كانت ستكسب القضية في المحكمة، إلا أن تسوية هذه الخلافات تسمح للرئيس المنتخب بتكريس نفسه كليا للمشكلات الكبرى التي تواجهها امتنا العظيمة". وقال احد مقدمي الشكوى روبرت غيلو مؤخرا لوكالة فرانس برس "أدركت منذ المحاضرة الأولى أن الأمر خدعة، لأنهم حاولوا بيعي برنامجا آخر لقاء تسعة الاف دولار"، مؤكدا "كان الأمر ضرب احتيال". - "انتصار للجميع"- أعرب جيسون فورج أحد محامي مقدمي الشكوى عن "ارتياحه الكبير"، وقال لوكالة فرانس برس "هذه قضية غير مسبوقة على مستويات كثيرة" مضيفا انه "من المؤاتي ان تنتهي بتعويض غير مسبوق لهذا العدد الكبير من الناس". كما اكد ان التسوية تثبت ان قضية المدعين مشروعة. وقال "هذا الرجل يقاتل من أجل قناعاته (...) وبالتالي فان هذا الاتفاق يعني أنه يعتبر أن الطلاب كانوا يستحقون تعويضا حقيقيا". اضاف ان 21 مليون دولار من مبلغ التسوية ستسدد للجهات المدعية في قضية جامعة ترامب في سان دييغو، وما تبقى لرافعي الدعوى في نيويورك، لافتا الى انهم سيتلقونها في غضون ثلاثة الى اربعة اشهر. وقال دانيال بيتروتشيلي المحامي الرئيسي في فريق الدفاع عن ترامب متوجها لوسائل الاعلام المحلية إن الرئيس المقبل "طرح مشاعره الشخصية جانبا ليغلق الملف"، مضيفا "إنه انتصار للجميع". تأسست "جامعة ترامب" عام 2004 متعهدة أن تكشف لطلابها الأسرار التي تجعلهم يحرزون الثروة في مجال العقارات. وبعد ست سنوات أغلق المعهد غير المعترف به من الدولة والذي لم يكن يمنح شهادة جامعية، وسط سجالات. واتهمت الدعوى "جامعة ترامب" بخداع الطلاب بإعلانات كاذبة. وقد دفعوا رسوما تصل الى 35 الف دولار في السنة للانتساب اليها ظنا منهم أن ذلك سيفتح لهم أبواب حياة مهنية ناجحة في مجال العقارات، وأنهم سيتلقون دروسا من خبراء ذوي كفاءة يختارهم ترامب، غير أنهم يؤكدون أنهم لم يحصلوا سوى على دروس مكلفة ورديئة النوعية. غير أن ترامب لطالما رفض هذه الاتهامات بشكل قاطع، متذرعا بشهادات العديد من الطلاب السابقين الراضين عن برامج اعدادهم. لكن القضية اتخذت أبعادا أكبر بكثير خلال السباق الى البيت الأبيض. واستخدمها خصوم ترامب في الانتخابات التمهيدية الجمهورية اداة للتشكيك في نزاهة رجل الاعمال. ويمثل هذا الاتفاق بالتراضي تراجعا من الرئيس المنتخب الذي ظل طوال اشهر عديدة يرفض الحديث عن اي تسوية في هذه الدعاوى، مؤكدا انه سيمضي بها حتى النهاية لانه واثق بانه سيربحها جميعا. وذكر اريك شنايدرمان في بيانه بان ترامب قاوم الشكوى "في كل مرحلة، رافعا اتهامات واستئنافات عارية عن أي أساس، ورافضا حتى تعويضات متواضعة لضحايا جامعته الاحتيالية. كل هذا تغير" مع قبوله الجمعة بتسوية بالتراضي.