احتفل محرك «غوغل» بالعيد الـ123 للمصورة الفلسطينية كريمة عبود. إلا أن غالبية من استخدم «غوغل» أمس، لم تتعرف إلى تلك المرأة التي تنقلت بين فلسطين وبيروت تلتقط صوراً لمدن وقرى وأشخاص لتبقى تلك الذكريات مخلّدة. ولدت عبود في الناصرة عام 1896، لعائلة لبنانية تعود جذورها إلى بلدة الخيام الجنوبية. أكملت دراستها الأكاديمية في بيت لحم، ثم انتقلت إلى القدس لتتعلم حرفة التصوير عند مصوّر أرمني وتبدأ مهنتها كمصورة محترفة عام 1913. وقد عرف والدها أسعد الذي كان قساً، شغفها بتلك المهنة التي يهيمن عليها الذكور، فقدّم لها آلة تصوير لمناسبة عيد ميلادها الـ17 أصبحت جزءاً مهماً من حياتها الروتينية اليومية، وراحت تصوّر المدن والمناظر الطبيعية والمعالم التاريخية وأصدقاءها وأفراد عائلتها. وبعد سنوات، جاءت عبود إلى لبنان ودخلت الجامعة الأميركية في بيروت ونالت شهادة في الأدب العربي. وخلال سنوات الدراسة، ذهبت إلى بعلبك والتقطت صوراً للمواقع الأثرية في المدينة. وبعدها، افتتحت استوديو كانت تصور فيه النساء والأطفال، كما كانت تصوّر الحفلات على أنواعها وتجني رزقها من عملها. وعندما عادت إلى فلسطين في ثلاثينات القرن العشرين، أنشأت استوديو للتصوير في بيت لحم، وكانت سمعتها قد انتشرت بين الناس. وكانوا يطلبونها خصوصاً لتصوير الأعراس والبورتريهات، وكل الصور مطبوع عليها ختم باللغتين الإنكليزية والعربية هو: «Karimeh Abbud - Lady Photographer - كريمة عبود: مصورة شمس». عام 1940، توفيت والدة عبود راجية إياها أن تترك الناصرة وتذهب إلى القدس أو بيت لحم. وما كان منها إلا أن نفذت وصية والدتها. وبعد سنة، كانت ترغب في أن تنشر ألبوماً يضم أعمالها التصويرية للجمهور، والعودة إلى الناصرة. ومع عام 1948، أتى الصراع العربي – الإسرائيلي ولم تكن هناك وثائق تخبر عن عبود شيئاً. لكن ما يعرف هو أن والدها توفي عام 1949 في بلدته الخيام، وهي توفيت عام 1955 في الناصرة حيث عثر على مجموعتها الأولى من الصور. تكمن أهمية عبود في أنها المصورة الفلسطينية الأولى، وقد نجحت في مهنتها التي تركت من خلالها صوراً تجسد مرحلة مهمة من التاريخ الفلسطيني الحديث. وعام 2006، عثر بوكي بواز، وهو جامع تحف إسرائيلي، على 400 صورة أصلية التقطتها عبود، فاشتراها منه أحمد مروات، وهو مدير مشروع أرشيف الناصرة الذي امتلك أيضاً مجموعتها الأولى.