أعلنت وزارة النفط العراقية ارتفاع حاجة البلاد لمادة البنزين خمسة في المئة، متوقعة اكتفاء ذاتياً منها بحلول عام 2017. وقال وكيل وزير النفط العراقي لشؤون التصفية فياض حسن في تصريح إلى «الحياة» إن «الحكومة تدرك الحاجة لمادة البنزين، وتدرس الموضوع بدقة وتسجل كل التغيرات التي تطرأ، منها زيادة عدد المركبات التي تستخدم البنزين، إضافة إلى استخدام المادة في المساكن خلال الصيف». وأضاف أن «تلك الاستخدامات أظهرت أن نسبة الحاجة للبنزين تزداد سنوياً، ما دفع الوزارة إلى الإسراع في تفعيل استثمار بناء المصافي». وأشار إلى أن «وزارة النفط وضعت الحجر الأساس للمصفاة الأولى وهي مصفاة كربلاء بسعة ١٤٠ ألف برميل يومياً وكلفة 6.5 بليون دولار، بالتعاون مع ائتلاف كوري يشمل أربع شركات». وأوضح أن «الحكومة تسعى إلى إكمال التعاقدات لثلاث مصافٍ أخرى وسط البلاد وجنوبها». وأكدت عضو لجنة النفط والطاقة في مجلس النواب النائب سوزان السعد أن «الإنتاج الحالي لمادة البنزين يقدر بـ 11 مليون لتر يومياً، بينما تقدر الكميات المستوردة بأكثر من ثمانية ملايين لتر يومياً»، مشيرة إلى أن «العراق يعد من أكثر الدول استيراداً لمادة البنزين مقارنة بثروته النفطية التي يُفترض أن تتيح له تصدير المادة». وانتقدت بطء إجراءات الحكومة في بناء المصافي النفطية التي ستعزز قدرة العراق على إنتاج البنزين. ولفتت إلى «شبهات فساد تسود عقود المصافي، كما حصل مع مصفاة ميسان النفطية، ما يحتّم التدقيق بقدرة تلك الشركات المتقدمة للاستثمار في بناء المصافي لكي لا يبقى العراق معتمداً على استيراد البنزين، الذي يكبّد العراق خسائر مالية كبيـــرة كان يمكن أن تستخدم فــي بناء المصافي منذ سنوات». وأكد الخبير النفطي ماجد عبد اللطيف أن «حل مشكلة المشتقات النفطية يعتمد على تطوير المنشآت من خلال إنشاء عدد كبير من المصافي عبر الاستثمار الحقيقي والفعلي». وتوقع أن تراوح قيمة تلك الاستثمارات بين 15 و20 بليون دولار، موضحاً أن «العراق مسح 10 في المئة فقط من مساحته الكلية لترسبات الغاز والنفط، فيما تقدر الاحتياطات غير المثبتة في البلاد بما بين 45 بليون برميل نفط و215 بليوناً، ما يخلق فرصة كبيرة للمستثمرين الدوليين الذين يسعون إلى دخول سوق النفط والغاز العراقية عبر جولات المناقصة التي تعلنها وزارة النفط». وكانت الوزارة عقدت جولة ترويج استثمارية لإنشاء أربعة مصاف جديدة في عدد من المحافظات، وهي مصفاة الناصرية بطاقة 300 ألف برميل يومياً، وكربلاء وميسان، وكركوك. العراقوزارة النفط العراقية