×
محافظة مكة المكرمة

الأسهم السعودية تغلق على ارتفاع عند مستوى 9350 نقطة

صورة الخبر

صدرت حديثاً عن المركز القومي للترجمة النسخة العربية لكتاب «المسيحيون واليهود في التاريخ الإسلامي العربي والتركي»، من تأليف فيليب فارج ويوسف كرباج، وترجمة بشير السباعي. يذهب المترجم في مقدمة الكتاب إلى أن هذا البحث المهم أول محاولة علمية لتناول مجمل التاريخ الديموغرافي للمسيحيين واليهود في عالم الإسلام العربي والتركي منذ بدايات الدعوة المحمدية وإلى الآن، ويكشف هذا التاريخ عن ديناميات ازدهار واضمحلال الدول التي عرفها عالم الإسلام العربي والتركي ومستويات ضغط الغرب على هذا العالم، كما يكشف البحث عن تعرجات تاريخ الجماعات المسيحية واليهودية والمسلمة تبعاً للتحولات التاريخية السياسية والاجتماعية، الاقتصادية والأيديولوجية التي أثرت في تطور عالم الإسلام العربي والتركي. عبر 315 صفحة يأخذنا الكتاب في رحلة زمنية طويلة، حيث يتحدث الفصل الأول عن «قيام الإسلام في الشرق العربي» عبر تسعة قرون، أي من الهجرة إلى سقوط المماليك، ثم يتحدث في الفصل الثاني عن «نزع المسيحية عن إفريقيا الشمالية»، حيث إن المغرب، البعيد من القلب الجغرافي للإسلام، سرعان ما سوف ينقسم إلى كيانات صغيرة لها صبغات أمم أولية، ومن ثم قادرة على تحقيق التجانس، ثم سوف يصبح شاهداً على قوة الصدام الأمامي الكبير الأول مع الجماعة المسيحية اللاتينية لزمن إعادة الفتح (الإسبانية) وعندئذ تنتقل بقايا المسيحيين المحليين إلى الإسلام. يأتي الفصل الثالث بعنوان «جماعتان مسيحيتان وجهاً لوجه في زمن الحروب الصليبية»، ويتحدث عن تحفظات الجماعة المسيحية العربية تجاه الجماعة المسيحية العربية اللاتينية والتي كان من المفترض أن تمد لها يد العون، ولكن هذا لم يحدث. أما الفصل الرابع والذي يأتي بعنوان «الإسلام تحت الهيمنة الاستعمارية في المغرب»، فيروي فيه الكاتب المواجهة الثالثة والأخيرة بين الإسلام والجماعة المسيحية والتي سوف يكون مسرحها المغرب الكولونيالي. ثم يتحدث الفصل الخامس عن اجتياح العثمانيين الشرق العربي بعد فتحهم البلقان، فإنهم سوف يكونون مزودين بخبرة في مجال الحوار بين الطوائف، وسوف يسمحون بنهوض للجماعة المسيحية العربية في شكل غير مسبوق، ولما كانوا مؤسسين لامبراطورية فإنهم يسعون للسيطرة، لا للامتلاك، فمنذ دخولهم القسطنطينية سوف يعترفون بوجود جماعي للأقليات الطائفية، برفعها إلى مصاف الملل، وبمنحها استقلالاً ذاتياً لتصريف شؤونها الدينية والحقوقية والثقافية والصحية. أما الفصل السادس فيأتي بعنوان «من الإمبراطورية المتعددة القوميات والطوائف إلى الجمهورية العلمانية: اختفاء المسيحية من تركيا»، ثم يتطرق الفصل السابع إلى «إسرائيل والديموغرافيا» حيث يتحدث عن تأسيس الجماعة اليهودية لدولة قومية، أما الفصل الثامن والأخير فيتحدث عن الجماعة المسيحية في القرن العشرين. وفق المؤلف، فإن هذا التاريخ ليس مجرد تاريخ لتعاقب ديانات تدعو إلى وحدانية الرب، فهو أيضاً تاريخ سلسلة من الاختراقات الصاخبة أو الصامتة. فمن فرسان الإسلام وبدو شبه الجزيرة العربية إلى الصليبيين ومن المغول إلى الأتراك، ومن الأوروبيين اللاتينيين إلى اليهود الأشكناز، تقدم الأحداث كافة شبهاً غريباً في استهلالها، فالقادم الجديد، يستولي على السلطة، والموجة التالية تسلك طرقاً مختلفة، ويصبح بعض الأقليات غالبية. مثلاً من هو التونسي الذي يحس اليوم بأنه غير عربي؟ حيث كانت النتيجة أن يذوب بعضهم في بعضهم الآخر. أما بالنسبة إلى الجماعة المسيحية المحلية التي كانت من قبل غالبية، فهي تصبح أقلية تواصل البقاء في هذا المكان أو ذاك بينما تتلاشى في أماكن أخرى. المؤلف فيليب فارج يعمل مديراً للبحوث في المعهد الوطني للدراسات الديموقراطية في باريس، وهو محاضر في معهد باريس للعلوم السياسية وفي كلية الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية، ألَّف خمسة كتب وأكثر من خمسين بحثاً حول موضوع «قطاعات السكان العربية»، وهو مستشار لدى الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الفرنسية. كرباج يوسف، يعمل باحثاً في المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية في باريس، له العديد من المقالات في مجال الديموغرافيا النسبية ودراسات الشرق الأوسط. المترجم بشير السباعي، الشاعر والمؤرخ، نقل عن الروسية والإنكليزية والفرنسية أكثر من سبعين عملاً إبداعياً وفكرياً، حصل على عدد كبير من الجوائز، منها جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب 1996، جائزة مؤسسة البحر المتوسط للكتاب 2007، وجائزة رفاعة الطهطاوي 2010. المسيحيوناليهودالتاريخ العربي والتركي