لزيت الزيتون فوائد صحية مؤكدة كثيرة، لكن هناك بعض الفوائد الأخرى التي ما زالت موضع بحث ودراسة، بما في ذلك مدى جدواه في معالجة الإمساك، ولا سيما عندما يكون إمساكا مزمنا. بداية، يشكّل الإمساك واحدا من الاضطرابات المزعجة التي تصيب آلية عمل الجهاز الهضمي، وهو يعتبر مشكلة شائعة على نطاق واسع عالميا، كما أنه يؤثر على الناس في جميع فئات الأعمار. وصحيح أن الإمساك ليس مشكلة خطيرة على الصحة، لكنه يكون غير مريح، حيث يسبب آلاما في البطن، وانتفاخا، وغثيانا. وهناك عدد غير قليل من الناس يصابون بالإمساك في مرحلة ما من حياتهم؛ بما في ذلك أثناء السفر، أو تغيير النمط الغذائي الروتيني. ونمطيا، يكون تشخيص إصابة الشخص بالإمساك إذا كان تبرُّزه (إخراجه) بمعدل أقل من 3 مرات على مدارالأسبوع، أو عندما تكون أمعاؤه جافة ومتيبسة بعض الشيء مع معاناته من صعوبة في تمرير البراز إلى الخارج. ورغم أن كثيرين يظنون أن الإخراج كل يوم ضروري، فإن جمعية الجهاز الهضمي الأميركية تؤكد أنّ هذا ليس شرطا بالضروة، إذ إن بعض الناس قد يقومون بالإخراج يومياً ومع ذلك يتم تصنيفهم ضمن المصابين بالإمساك المزمن، حيث يكون برازهم جافا وصلبا وصعب التمرير. وفي المقابل، قد يقوم آخرون بالإخراج 3 مرات فقط في الأسبوع، ولكن لا يتم تصنيفهم ضمن المصابين بالامساك، حيث يكون قوام اخراجهم طبيعيا وغير صلب. وفي الحالات الحادة، يمكن أن يستمر الإمساك لأشهر أو ربما لفترات أطول، وهو الأمر الذي يمكن أن يتسبب في نشوء مشاكل صحية على المدى الطويل، ومن بين تلك المشاكل: • البواسير: وتنتج عن توسيع أوردة فتحة الشرج، وهي تسبب آلاما وتقرحات ونزيفا وشعورا بالضيق. •اهبوط المستقيم، حيث ينزل المستقيم عن موضعه الطبيعي تشريحيا. •انشوء كتلة تصبح عالقة في المستقيم وتعيق حركة الاخراج. •اتمزقات في عضلات فتحة الشرج. وعلاجيا، فإن الخيار الأول هو ضرورة المسارعة إلى استشارة طبيب مختص من أجل تشخيص الحالة ووصف الطريقة الأمثل للتعامل معها. لكن إلى جانب ذلك، يمكن لزيت الزيتون تحديدا أن يكون عاملا طبيعيا مساعدا في تسهيل عملية الإخراج. فالدهون التي يحويها زيت الزيتون قد تساعد في جعل الفضلات الموجودة في الأمعاء أكثر سلاسة وليونة، ما يجعل من السهل تمريرها إلى الخارج. ويؤكد خبرء تغذية أن تعاطي ملعقة متوسطة واحدة من زيت الزيتون على معدة فارغة في الصباح يمكن أن يسهم بشكل فعال في تخفيف حدة الإمساك لدى البالغين الأصحاء. ويحذر أولئك من أن أخذ أكثر من هذه الجرعة قد يؤدي إلى إسهال وتقلصات في البطن. لكن لا يُنصح بإعطاء زيت الزيتون للأطفال الرضع الأقل من سنتين الذين يعانون من الإمساك. وكحل بديل، توصي «الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال» باعطائهم جرعة صغيرة من عصير التفاح أو عصير الكمثرى الطبيعي، أو الخوخ المهروس. وبالنسبة للأطفال الأكبر سنا فمن الممكن اعطاؤهم القليل من زيت الزيتون جنبا إلى جنب مع الأطعمة الغنية بالألياف كالخوخ، والمشمش، والحبوب الكاملة.