×
محافظة المنطقة الشرقية

الداخلية : استشهاد الجندي بهلول خردلي

صورة الخبر

فاز المرشح الجمهوري رجل الاعمال الشهير دونالد ترامب بمعركة الرئاسة الاميركية بنتيجة غير متوقعة وبعيدة عن اذهان اغلب المهتمين بشؤون الانتخابات الاميركية، خاصة وان اغلب المراقبين اعتقدوا ان الرئيس ترامب لا يملك مواصفات السياسي المتمرس والمقنع ولا يحمل اي قدر من الحنكة السياسية على عكس منافسته باعتباره رجل اعمال وخبير في شؤون المال والتجارة ولا يفقه بالسياسة وأسرارها الكثير. لكنه عند بدء حملته الانتخابية قبل عام تحدى العالم من خلال تصميمه على الفوز بالرئاسة الأميركية واثبت من خلال مراحل الترشيح والانتخابات انه بدى يكسب الرهان والحلم سيصبح حقيقة واقعة، وبالفعل اعتلى كرسي الرئاسة الاميركية بجدارة بعد تحقيقه الفوز الكاسح على مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون لينهي آمال هذا الحزب في البقاء على سدة الرئاسة لدورة ثالثة. وبذلك اكد الرئيس الجديد لمناهضيه حنكته وذكاءه وعقليته المناورة في كسب الرهان، كيف لا وهو رجل اقتصادي يملك عقلا ديناميكيا والاقتصاد عصب السياسة! بل ان الاقتصاد هو توأم السياسة واحدهما يكمل الاخر. جاء فوز ترامب ليؤكد بصورة جلية ان الانتخابات الاميركية لعبة كبيرة تتجاذبها اطراف عديدة من خلال ادواتها الفعالة ووسائلها المؤثرة على الواقع السياسي الاميركي وعلى العالم بأسره، وفاعلية الرئيس وطموحاته الشخصية لها محددات كثيرة تحد من خياراته التي اطل بها ايام الحملة الانتخابية وبشر انصاره بحزمة كبيرة من الوعود والانجازات على صعيد الداخل والخارج وأحدث بلبلة في عقول ونفوس الاخرين وخاصة في منطقة الشرق الاوسط التي تعج بالمشاكل والأزمات وما تتعرض له من قبل عصابات داعش ومن يقف معها من الدول، والتي تنظر بعين المراقب المتوجس ما ستؤول اليه الامور بعد اعلان نتائج هذه الانتخابات. لذلك توصف العملية السياسية الاميركية برمتها على اعتبار انها حكم طبقة او ديمقراطية حكم الاقلية التي تتحكم في كل شيء. وفي هذا الخصوص يؤكد المفكر الاميركي نعوم تشومسكي ان فوز دونالد ترامب بمنصب الرئاسة، جاء نتيجة انعدام ثقة معظم الاميركيين بالنظام الحاكم الذي تحول من الديمقراطية (حكم الشعب) الى البلوتوقراطية (حكم الاثرياء) وان عملية انتخاب ترامب حصيلة مجتمع متداعٍ وماضٍ بقوة نحو الانحدار، وانه ظاهرة فريدة من نوعها لم تتكرر مطلقا في اي من الامم الصناعية الغربية المتحضرة. في ضوء ما تقدم يمكننا ان نسأل من يوجه السياسية الاميركية؟ ومن يرسم السياسات الاستراتيجية والقرارات الصعبة؟ هل الرئيس المنتخب بسلطته الفردية ام ان هناك سلطة اعلى بيدها قرار الحسم الاخير؟ الجواب يمكن ايجازه بان النظام في اميركا هو نظام ديمقراطي مؤسساتي وان السياسات الاستراتيجية والقرارات المصيرية ترسم خطوطها العريضة من قبل مجموعة مؤسسات ولوبيات تحدد المسار الذي يجب ان ينتهجه الرئيس في اتخاذ القرارات الحاسمة والمصيرية وذلك وفقا للتقارير والدراسات والتنبؤات التي تخطط لها تلك الدوائر كما ان الرئيس لا يملك حق المبادرة بالتشريعات. وفي هذا الشأن لخص الخبير السياسي الاستراتيجي سمير عبيد بقوله ان "الدولة العميقة" هي التي تحدد مسار السياسات والاستراتيجيات الاميركية من خلال شركات ومؤسسات ومنها وزارة الدفاع، CIA، الكونغرس، مراكز ومعاهد الابحاث والدراسات، الشركات الصناعية العسكرية والمدنية، لوبيات وجماعات الضغط، منظمة الأيباك اليهودية. اذن مجموع هذه المؤسسات وجماعات الضغط الاخرى ترسم وتخطط وتوجه الرئيس، اي ان السياسة الاميركية لا تؤثر عليها شخصية الرئيس بل العكس هو الصحيح. رفعت نافع الكناني Refaat.alkinani@yahoo.com