المتمردون بلغوا مرحلة الإجهاد العسكـري والمــالــي وإمكــــانية الحسم العسكري ضدهم قائمة أكثر من ذي قبل. العرب [نُشرفي2016/11/18، العدد: 10459، ص(3)] لا هدنة إلا في خيال كيري صنعاء – لم يلمس اليمنيون، الخميس، أثرا لوقف إطلاق النار الذي أعلنه وزير الخارجية الأميركي جون كيري بشكل مفاجئ الثلاثاء، وحدّد موعد بدء سريانه بالسابع عشر من نوفمبر الجاري دون المزيد من التفاصيل. وعلى عكس المنتظر، لمس سكان العديد من المناطق اليمنية، تصاعدا لافتا في القتال بين القوات الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي من جيش ومقاومة، وميليشيا المتمرّدين الحوثيين المدعومة من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح. ورصد متابعون للشأن اليمني لجوء حكومة هادي منذ إعلان كيري عن الاتفاق بشأن الهدنة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، إلى مضاعفة جهدها الحربي، معتبرين أن ذلك يتضمن رسالة تترجم غضبها مما تعتبره تهميشا لها، ولإثبات أنها طرف أساسي في معادلة الحرب والسلام، وأن الأخير لا يمكن أن يتحقّق بالقفز على دورها. غير أنّ مصادر يمنية أكّدت وجود أطراف في المعسكر المحسوب على حكومة هادي، ما تزال تؤمن بإمكانية الحسم العسكري ضدّ المتمرّدين، معتبرة أن معسكر الحوثيين وصالح بلغ درجة الإجهاد العسكري والمالي، وأنه لن يستطيع الصمود لفترة أطول. وشرحت ذات المصادر أنّ الأطراف المتمسّكة بالحلّ العسكري طلبت من القيادة السياسية منحها فرصة إثبات ذلك ميدانيا، ما يفسّر -بحسب المصادر نفسها- التصعيد في القتال رغم دخول “هدنة كيري” نظريا حيز التطبيق، وما يؤشّر أيضا على المزيد من التصعيد خلال الأيام القادمة. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن، الثلاثاء، في ختام زيارة له إلى كل من سلطنة عمان ودولة الإمارات عن اتفاق لوقف إطلاق النار ابتداء من الخميس، على أن يتم استئناف المشاورات وتشكيل حكومة وحدة وطنية نهاية العام الجاري. وأبدى متمرّدو اليمن المسيطرون على عدد من مناطق البلاد أهمها العاصمة صنعاء، تجاوبا مع مبادرة وزير الخارجية الأميركي جون كيري التي تتضمن وقفا لإطلاق النار يبدأ الخميس، وذلك على العكس من موقف حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي التي عبّر كبار مسؤوليها عن تحفظات بشأن المبادرة. واعتبرت مصادر يمنية أنّ موقف جماعة أنصاراللّه وحليفها الرئيس السابق علي عبدالله صالح الإيجابي من المبادرة يعكس المصاعب التي يواجهها الطرفان وعدم قدرتهما على التمادي في الحرب بفعل حالة الإنهاك العسكري والمالي التي بلغاها. ولم يعكس الوضع الميداني المسجّل خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية وجود أي هدنة، حيث تواصلت المعارك بين القوات الحكومية من جهة، والحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة مقابلة، على أكثر من جبهة. وفي تعبير عن غموض الهدنة المعلنة أميركيا قال التحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية والداعم لحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، إنه ليس هناك طلب من الحكومة اليمنية بوقف إطلاق النار، مضيفا على لسان المتحدث باسمه اللواء أحمد عسيري في تصريح لوكالة فرانس برس قوله إن “عمليات الجيش اليمني المدعومة من التحالف مستمرة”. وقالت مصادر ميدانية في المقاومة الشعبيـة الموالية لحكـومة هـادي، إن المعـارك لم تتوقـف في مـدينة تعـز بجنوب البـلاد، حيث واصل المقاتلون الموالون للحكومة تقدمهم في الجبهة الشرقية والأحياء التي كانت خاضعة للحوثيين ونجحوا في تدمير دبابة تابعة للمتمرّدين في وادي صالة شرقي تعز. كما تواصلت المعارك في مديريتي نهم شرقي العاصمة صنعاء، وصرواح التابعة لمحافظة مأرب شرقي البلاد. وبشمال غرب البلاد، استمرت المعارك في مناطق محافظة حجّة بين الجيش الحكومي والمقاومة الموالية له من جهة، وقوات الحوثي وصالح من جهة مقابلة مخلّفة العشرات من القتلى والجرحى من الجانبين. وقالت مصادر عسكرية إن المعارك بمحيط مدينة ميدي من نفس المحافظة أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من المتمرّدين بينهم قادة ميدانيون، وإن ضراوة المعارك أجبرت قوات الحوثي وصالح على الانسحاب من عدّة مواقع هناك. وفي محافظة شبوة بشرق البلاد قتل خمسة من أفراد القوات الموالية لهادي وعشرون من مسلحي جماعة أنصارالله الحوثية في اشتباكات اندلعت، الخميس، إثر هجوم شنه الحوثيون على مواقع المقاومة الشعبية في مديرية عسيلان واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. :: اقرأ أيضاً الحوثيون يتخلون عن صالح ليستأثروا بجني ثمار التسوية إسبانيا تحاكم زعيم البوليساريو هل كان أوباما يستلم تقارير عسكرية مشوهة عن سوريا والعراق الحكومة اللبنانية قاب قوسين أو أدنى من ميلادها