وصلت أربع شخصيات كبيرة من عائلة آل ثاني الحاكمة في قطر، إلى الرياض، أمس الجمعة، عبر القاعدة الجوية في طائرة خاصة من الدوحة، وسط تكتم شديد على سبب الزيارة، التي تمت دون بروتوكولات رسمية. ونقلت صحيفة "العرب" الدولية، نقلًا عن مصادر خاصة، أن وزير الخارجية سعود الفيصل هو من استقبل الشيوخ القطريين بنفسه، ورجحت المصادر أن يكون هدف هذه الشخصيات الوساطة بين مسئولي الدوحة والرياض. وقال مراقبون، إن الزيارة كانت مرتقبة، خاصة بعد أن رفضت الدوحة مقابلة الخطوة الثلاثية بخطوة مماثلة وسحب سفرائها من الرياض وأبوظبي والمنامة، معتبرين أن قطر عملت على بقاء الباب مفتوحًا أمام الوساطات. وفي سياق الأزمة ذاتها، تراجعت دولة الكويت في اللحظات الأخيرة عن إعلان سحب سفيرها من الدوحة، خلافا للاتفاق الذي تم بينها وبين السعودية والإمارات والبحرين. وعزت مصادر كويتية، هذا التراجع إلى غياب أمير البلاد صباح الأحمد الصباح، في رحلة علاجية خارج البلاد، إضافة إلى ضغوط من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، الذي تربطه علاقات قوية بالدوحة. وعلل وزير الخارجية الكويتي، قراره بانتظار عودة الأمير، معتبرًا أن قرارا كهذا يحتاج إلى التشاور والاستناد إلى سلطة عليا في البلاد لاتخاذ خطوة بمنتهى الخطورة كهذه. وعبّر مراقبون كويتيون، عن استيائهم من عدم سحب السفير، رغم أنها من الدول التي تعرضت لتدخل قطري مباشر عبر دعم الحركة المناوئة لحكم آل صباح، خاصة تمويل حركة "حدس". من جهة أخرى، أكد مصدر عماني لـ"الصحيفة"، أن مسقط لم تكن ضد قرار سحب السفراء من الدوحة، بل إنها أيدته خلال اجتماعات وزراء مجلس التعاون في الرياض، لكنها وبتفهم خليجي جنبت نفسها تنفيذه متوقعة أن تلعب هي دور الوسيط في حال فشل الوسيط الكويتي في تقريب وجهات النظر الخليجية في مناسبات سابقة. وقال المصدر العماني، إن الأجهزة الأمنية العمانية راقبت تدخلًا قطريًا في شؤونها الداخلية عبر دعم الدوحة ماليًا وإعلاميًا لمجموعات من الإخوان المسلمين في شمال عمان.