الناس في جدة يذهبون إلى المنطقة القديمة في ليالي رمضان وأيام العيد، ويستعيدون ذكريات الماضي القريب، يوم كانت هذه الرقعة من الأرض، هي جدة، بحضارتها، وتاريخها، وعائلاتها، ومكوناتها، ومجدها، ومنذ أن هجرها قومها دالت، وهي تزداد سوءا يوما عن يوم.. لا يختلف إليها أحد إلا ويعود غاضبا، حتى البلدية تبرأت من تنظيفها، ويقال إن "اليونسكو" تتألم لواقعها، وسوف تتحول معظم دورها إلى خرائب.. إلى أطلال.. إلى أكوام تراب! وهي الآن مأوى للمتخلفين، والعابثين. تسير في أزقتها فلا ترى إلا عالما مختلفا.. أصناف شتى من البشر.. يحاول بعض العاشقين للتاريخ ترميم بعض الدور.. منهم بحسن نية، قدم صورة مشوهة للعمارة القديمة. وهناك شبه إجماع بين الذين يتحدثون في المجالس عن مأساة هذه المنطقة، بعدم جدوى الحلول الكيفية.. المسألة تحتاج إلى قرار شجاع.. الاحتفاظ بما يمكن أن يحتفظ به، وإزالة الباقي، لتقام على هذه الرقعة الفسيحة مدينة تجمع بين الماضي والحاضر.. تخطيط شامل.. فتح شوارع.. إقامة مبانٍ.. مصاهرة بين القديم والجديد، كما فعل رفيق الحريري في بيروته. بصرا حة أمام تعدد آراء نسمعها من سنوات، ناشد أحدهم جمعا من الباكين على هذا التراث، دون أن يفعلوا شيئا بضرورة دعوة القطاع الخاص لتولي هذا الأمر، بالصيغة التي تأسست عليها شركة مكة للإنشاء والتعمير، وشركة جبل عمر في مكة المكرمة.. وبصراحة قال تحتاج جدة إلى.. عبدالرحمن فقيه.. آخر لإنقاذ هذا التراث من الضياع، وتحقيق الأمل!! للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (40) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain