×
محافظة مكة المكرمة

طريق العرضيات يواصل حصد أرواح العابرين.. و “النقل” تلتزم الصمت

صورة الخبر

قلت من قبل إنني كمواطن لا أقبل أن يتبنى مسؤول قضاياي فقط عندما يختلف مع مسؤول آخر، وعندما يتصالحان يذهبان لشأنهما ولا يذكرانني إلا عند خلاف قادم. وبالتأكيد لن أكون مثاليا وأحترم من يدافع عن المواطن لأنه اختلف مع الحكومة، فلا أحد يود أن يكون أداة في معركة لا تعنيه، أقول لا تعنيه بعد أن قرأت تغريدات عضو مجلس الشورى في تويتر والذي انتقد فيها كل الوزارات تقريبا، وتحدى كل الجميع في مناظرة على الهواء، ثم ختم تغريداته بالوعظ، وأن السعادة ليست بالمال ولا بالجاه، وأضيف ولا بـ(72 مشروع استشارات هندسية بقيمة 700 مليون)، وهذا لا يعني أنني أطمح لأن يكون أعضاء مجلس الشورى من البسطاء أمثالنا، لكنني لا أستسيغ أن يكون الحديث عن حُرمة تأخير رواتب العمال عندما تتأخر أنت عن دفع رواتبهم، هذا الكلام جميل لو كان ليس ردة فعل لغضبك من وزارة ما لأنها حسمت رواتب العمال من مستحقاتك الموجودة لديها! اغضب على الحكومة كيفما تشاء، لكن لا تحاول أن تخدع الناس بأنك غاضب لأجلهم. في 2014 ظهر عضو مجلس الشورى ذاته على أكثر من فضائية وانتقد المجلس وقال وقتها: "لن أكمل دورة جديدة؛ لأنني محبط؛ لم أجد مجالا لخدمة بلدي، ووقتي نصفه ضائع"، ولم أعرف وقتها – وإلى الآن- إصراره على إكمال الدورة، سيّما أن نظام المجلس يسمح له يأن يطلب إعفاءه من العضوية، وهو المُحبَط الذي (يضيّع وقته كما يقول)، وبالتالي وقت المجلس ووقتنا أيضا! وكان في تلك الفترة ينتقد المجلس كونه (لا يصدر قرارات بل توصيات ترفع للجهات العليا)، وهذا يعني أن الدكتور وافق على الانضمام للمجلس دون أن يطلّع على نظام المجلس، أو أنه يطالب بتغيير نظام المجلس بصفته أحد أعضائه! ومن غرائب أسباب غضبه في تلك الفترة أن رئيس الديوان الملكي آنذاك لا يجيب على (مسجاته)! والآن مع قرب الدورة الحالية يظهر بنفس الصوت العالي مطالبا بمناظرة مع الوزراء ليثبت لهم أنهم على خطأ، ويُظهر ألمه ومرارته كونه يعرف كل الحلول لكن لم يطلب منه أحد ذلك للأسف، أنا أستغرب –وحق لمواطن من العامة والدهماء مثلي أن يستغرب- لماذا لم نسمع منه هذا الأفكار من تحت قبة المجلس، سيما وأننا شاهدنا وسمعنا العديد من زملائه في المجلس يتبنون الأفكار والمقترحات ويقاتلون دونها تحت القبة، دون أن يكونوا محبطين يضيعون وقتهم وينتظرون دورة المجلس أن تنتهي. أعلم أن ما قلته أعلاه سيسّن شفرات الأسئلة على شاكلة: ولماذا تغضب ما دام يقول ما يرى أنه حقيقة؟ فأقول: عندما يجالسني صديقي لسنوات دون أن ينبهني لأخطائي، وبعد أن نختلف ونفترق يذهب ليصارح الناس بأخطائي فإنني بالتأكيد لن أحترمه حتى وهو يقول الحقيقة التي تهمني وكنت بحاجة لسماعها!