يتوقع أن تبلغ الإيرادات السياحية الكلية في المملكة 119 مليار ريال في العام 2015م، كما يتوقع أن تسجل ما قيمته 172 مليار ريال في 2020م، وتعد هذه الأرقام قفزة هائلة مقارنة بما حققته الهيئة العامة للسياحة والآثار من إيرادات عام 2010، وهي 66 مليار ريال، بنسبة نمو تبلغ 4.76 في المئة عن العام السابق له، فهل تتضمن هذه النقلة أي أرقام عن عائدات سياحة علاجية أو استشفائية متوقعة.. ما نصيب المملكة من المبالغ الهائلة التي يتوقع أن يدرها هذا النوع من السياحة عالمياً؟. لقد وقف الاقتصاديون أمام حقائق رقمية خلال الملتقى الدولي الثاني للسياحة العلاجية الذي عقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور، نوفمبر الماضي فقد أشير في ذلك اللقاء المتخصص أن 32.5 بليون دولار هي توقعات قيمة سوق السياحة الطبية العالمية عام 2019 بمعدل سنوي نسبته 17.9% فيما بلغت قيمة هذه السوق 10.5 بليون دولار عام 2012م. وتقول منظمة الصحة العالمية أن صناعة السياحة العلاجية قد تنامت في أنحاء العالم، وهي تشمل نحو 50 بلداً في جميع القارات، ويتصدرها بوضوح العديد من البلدان الآسيوية والتي يأتي على رأسها الهند وسنغافورة وتايلند، وقد شكلت هذه البلدان الثلاث مجتمعة نحو 90% من حصة سوق السياحة العلاجية في آسيا في عام 2008م. غير أن تنمية السياحة العلاجية ليست موكلة بجهة واحدة، فهذا المنتج السياحي يقدم عبر شراكة جهات عديدة لأن هذه الصناعة لا تقوم على التجهيزات السياحية المعتادة فحسب، فهناك طرف رئيس هو قطاع الصحة، فسياحة الصحة والاستشفاء وفق تعريف الهيئة العامة للسياحة والآثار هي السفر إلى مدينة أخرى بغرض الحصول على خدمات طبية أو استشفائية، وهي إما سياحة علاجية وهي السفر لتلقي عناية طبية في منشآت متخصصة مع برامج سياحية مصاحبة، أو سياحة استشفاء، وهي للأصحاء الذين يقصدون مدناً أو بلداناً بهدف المحافظة على صحتهم البدنية والنفسية من خلال الحصول على خدمات في منشآت متخصصة. ويرى مراقبون لتطورات سوق السياحة العلاجية أن المملكة مؤهلة للمنافسة في هذا الميدان الاقتصادي المتنامي، ولها من البنية التحتية ما يمكن تقيم عليها سياحة علاجية تتطور باستمرار، وأقطاب هذه الصناعة في المملكة هما هيئة السياحة ووزارة الصحة، وهناك جهات أخرى لها صلة مثل مجلس الغرف.. وربما الدولة بأجهزتها كافة. الهيئة العامة للسياحة والآثار برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، وبتجهيزاتها التي يعكسها نمو مواردها وطاقتها البشرية قادرة على مواكبة التوقعات باتجاه هذه الصناعة، ونمو قدرات الهيئة أكدها الأمير سلطان بن سلمان في توقعاته خلال منتدى التنافسية الدولي الذي عقد في الرياض يناير الماضي، حيث قال إن عام 2014 سيشهد تحولات كبرى في صناعة السياحة. كما أن قطاع الصحة بالتطورات التي يشهدها أيضاً يمكن أن يتواءم مع متطلبات الصناعة، فمستشفيات المملكة تمتاز بالمستوى الطيب والسمعة الجيدة، بل الطبيب السعودي قد اكتسب شهرة عالمية من خلال نجاحاته في إجراء العمليات المعقدة، مثل عمليات فصل التوائم وغيرها، والسياحة العلاجية التي تطرح نفسها بقوة تشكل تحدياً كبيراً للقطاع الخاص الطبي.