أعلن وزير الداخلية الباكستاني شودري نثار علي خان أمس (الثلثاء) أن بلاده أمهلت 108 مدرسين يعملون في 23 مدرسة تابعة لمنظمة الداعية التركي المقيم في أميركا فتح الله غولن، لمغادرة البلاد مع أسرهم حتى 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. جاء ذلك في تصريح مباشر على إحدى القنوات التلفزيونية المحلية، إذ أوضح أن بلاده طلبت رسمياً من 108 مدرسين مغادرة البلاد مع أسرهم، والذي يبلغ عددهم الإجمالي 400 شخص. يذكر أن المدارس التابعة لمنظمة غولن في باكستان تجري أنشطتها تحت اسم «باكتورك»، والتي أعلنت بدورها صحة الخبر عبر موقعها على الإنترنت. وتوجد لدى المنظمة جمعية ثقافية في إسلام أباد باسم «رومي فورم»، ومركزاً لـ «جمعية رجال الأعمال الأتراك المستقلين» التابعة لمنظمة غولن في لاهور. ومن المنتظر أن تتناول الزيارة التي سيجريها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى باكستان اليوم، نقل إدارة المدارس المذكورة إلى السلطات التركية. وسيلتقي أردوغان خلال زيارته التي ستستمر يومين، نظيره الباكستاني ممنون حسين ورئيس الوزراء نواز شريف، وسيلقي كلمة في الجلسة المشتركة للمجلس الوطني ومجلس الشيوخ (غرفتي البرلمان في البلاد). وسيشارك أردوغان مع شريف في اجتماع في إسلام أباد سيضم مدراء شركات تركية وباكستانية كبرى، ومن ثم سينتقل إلى مدينة لاهور، ثاني أكبر مدن البلاد. وكان أردوغان اتهم أمس، وسائل الإعلام الغربية بالتعاطف مع محاولة الانقلاب، وذلك في مراسم افتتاح قناة جديدة ناطقة بالانكليزية للتلفزيون الرسمي التركي. ففي كلمة ألقاها من القصر الرئاسي لافتتاح التلفزيون الإخباري رسمياً لإطلاق «تي آر تي وورلد»، كرر أردوغان اتهام صحافيين غربيين بالتعاطف مع الداعية غولن. وقال أردوغان «لو تكلل الانقلاب بالنجاح (...) لكان الإعلام الأجنبي استغل كاميراته وأقلامه لشرعنته». وأشار إلى «التجربة المريرة» التي تعيشها تركيا في السنوات الثلاث الأخيرة لافتاً إلى أن البلد «مدرك جيداً» لطريقة تغطية الإعلام الأجنبي لتظاهرات العام 2013 المعارضة لحكمه. وأضاف أن صحافيي الإعلام الغربي رأوا في انقلابيي 15 تموز (يوليو) «الأمل الأخير» لتركيا وخصصوا مكانة كبيرة لأنصار غولن وحزب «العمال الكردستاني» المصنف منظمة إرهابية لدى تركيا ودول أخرى. وشهدت العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول في منتصف تموز (يوليو) الماضي، محاولة انقلاب فاشلة وتتهم السلطات التركية الداعية غولن بتدبيرها الأمر الذي ينفيه الداعية. وتطالب أنقرة واشنطن بتسليمه، من أجل محاكمته.