< دفع ثلاثة أشخاص لم تتجاوز أعمارهم 23 عاماً، إلى افتتاح «منصة توظيف» من شأنها الأخذ بيد فئة طلاب الجامعات بشكل خاص وحديثي التخرج بشكل عام، إذ إن عدم اكتراث الكثير من الشركات المتوسطة والصغيرة بدعم الطلاب وتبني تدريبهم أياً كان نوع التدريب: تعاوني، صيفي، تطوعي، دوام جزئي، تدريب منتهي بالتوظيف، بحسب قولهم، وافتقار طلاب وطالبات الجامعات إلى إيجاد حلقة وصل تربط بين تخصصاتهم وقدراتهم مع ما تحتاجه الشركات من تخصصات ومهارات من جهة، في الوقت الذي ظل اشتراط معظم الشركات توافر الخبرة لمن يتقدم إليها من الخريجين من جهة أخرى حجر عثرة يعرقل طموح وهمة الكثيرين منهم، ما دفع جامعيين إلى إنشاء حساب منصة توظيف في «تويتر» عل وعسى تسهم في تحقيق الهدف المنشود، ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل إن مبادرة المستشار الاقتصادي المهندس منصور العبيد دعم المنصة مادياً ولوجستياً لتشجيع طاقات الشباب، لعب دوراً في تطوير أداء المنصة في وقت قياسي. بدأت «المنصة» التي لم يتجاوز عمرها الشهرين في 17-12-1437هـ، عندما تزامنت متطلبات الجامعة لطلبة وطالبات السنة الرابعة، وإلزامها لهم البحث عن فرص تدريب تعاوني مع إحدى الشركات والتقديم عليها لإنهاء ساعات التدريب والتطبيق العملي الذي تطلبه منهم في العام الأخير، مع تضاعف عدد تساؤلات واستفسارات كثيرين على مسامع كل من الطالبة الجامعية المتخصصة في قسم تقنيات التسويق والابتكار الرقمي شوق العولة، وخريجة الموارد البشرية أروى بن مسيعيد، والمتخصص بقسم البرمجيات الطالب الجامعي عبدالرحمن ديديه، ليقدموا مبادرتهم في تفعيل منصة لا تتأخر في تقليص عبء البحث والتواصل مع الشركات وتختصر الجهد والوقت معاً على عاتق الاثنين الطالب والشركة معاً، بل لم يتأخروا في عمل اجتماعات دورية في ما بينهم لتطوير المنصة وحل الإشكالات التي تواجههم. وفي ذلك، ذكرت شوق «وجدنا أنا وزميلاتي صعوبة في البحث عن فرص تدريبية في الكثير من الشركات، ولا حظنا أن هناك فجوة كبيرة بين كلا الطرفين الشركة والطلاب، إذ إن البعض من الشركات ترغب في توظيف وتدريب طلاب وطالبات تبعاً للتخصصات التي تحتاج إشغالها، في الوقت الذي يقف فيه طلاب وطالبات عاجزين عن الوصول إلى تلك الشركات للالتحاق بها وتطوير مهاراتهم وقدراتهم، ما اضطرنا ذلك تفعيل حساب رسمي من شأنه خدمة شريحة أكبر وعلى نطاق أوسع ويعمل بشكل منظم وآلية واضحة»، وأضافت: «تكمن مهمات المنصة في عرض الفرص التدريبية المقدمة من الشركات للطلاب والطالبات، والفترات الزمنية التي تتيحها للتدريب». وعن طبيعة المعوقات التي واجهها الباحثون عن الفرص التدريبية، أشارت العولة إلى «عدم اكتراث بعض الشركات بتدريب الطلبة نظير عدم عودة ذلك بالفائدة عليها من وجهة نظرها، وتحفظ أخرى عن تزويدهم بمعلومات هم في أمس الحاجة إليها من باب الخصوصية، وتأخر الشركة في الرد على الطالب بالموافقة أو الرفض لمدة لا تقل عن ستة أشهر، واشتراط الشركة سنوات الخبرة للمتقدم، وعدم إدراج الشركات المتوسطة والصغيرة فرصها التدريبية عبر مواقعها الإلكترونية أسوة بالشركات الكبرى، وتعارض فترات التدريب التي تحددها الشركة مع ظروف الطلبة»، في حين تمثلت معاناة الشركات من بعض الطلبة من المتدربين لديها في «عدم التزام المتدرب بساعات الدوام واعتباره أن التدريب لا يعدو كونه مضيعة للوقت ويضطر الالتحاق به فقط لتحقيق المتطلب الجامعي، ما يسهم ذلك في تقليص ثقة الشركة بالطلاب وامتناعها عن قبولهم». وفي ما يتعلق بالآلية التي تعمل بها المنصة في حسابها على «تويتر»، قالت: «تضع المنصة على عاتقها مهمة التواصل مع مختلف الشركات وتتناول آلياتها وشروطها، ثم تعرضها على المنصة لتوحيد مكان الفرص، في الوقت الذي يبادر فيه الطالب بالتسجيل في المنصة، ثم يرفق معها وثيقته وأوراقه الثبوتية، وبمجرد نقره على أيقونة التسجيل، تصل رسالة إلكترونية مباشرة إلى الشركة، تحمل بين ثناياها السيرة الذاتية للطالب أو حديث التخرج وأوراقه الرسمية بكل سرية، ثم يتم على أساس ذلك، انتقائها للمتقدم وفقاً لما تراه من تطابق مهاراته وقدراته وتخصصه مع متطلبات الشركة، كما أن المنصة تحتوي على خاصية معينة يتمكن من خلالها المتدرب تقييم الشركة التي تدرب فيها، وبالعكس». وعن الخطط المستقبلية لتطوير المنصة، أشارت إلى أنها «تعمل بفريق لا يتجاوز الثلاثة أفراد»، وقالت: «نطمح إلى مضاعفة عدده ليغطي حاجات المتقدمين مستقبلاً، وزيادة نسبة استقطاب عدد الشركات في المنصة لتصل إلى 500 شركة، واستقبال طلبات فئة ذوي الاحتياجات الخاصة عبر خانة مخصصة لهم، وتخصيص أيقونة لعرض مهارات وقدرات الأشخاص حتى يتمكنوا من إيجاد فرص عمل أو أخرى تدريبية»، وعن الآمال التي يسعى فريق المنصة تحقيقها، قالت: «نتمنى أن يكون هناك دعم حكومي للمنصة بحيث يتم ربطها وتوثيقها رسمياً بشكل يجبر الشركات المتوسطة والصغيرة على عرض وظائفها في المنصة». وفي ما يتعلق بمطالبات آخرين، قالت: «استقبلنا طلبات من طلاب وخريجين ينتمون إلى جنسيات عربية ويطلبون الالتحاق بالمنصة، وطلاب المرحلة الثانوية الذين يرغبون في خوض التدريب التطوعي وغيره». وعن طبيعة الدور الذي يقوم به المهندس والمستشار الاقتصادي منصور العبيد في المنصة، أكد ممثلو المنصة أن المهندس منصور العبيدي شريك مؤسس من خلال تقديمه لنا الدعم المادي، إضافة إلى «الدعم اللوجستي المتمثل في تقديم الاقتراحات والاستشارات وتوجيهنا بالطريقة المثلى لأداء العمل في المنصة».