الدوحة - قنا: استضاف المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية سعادة السيد جويدو دي سانكتس سفير الجمهورية الإيطالية لدى دولة قطر، وذلك للحديث حول العلاقات الإيطالية القطرية، بحضور عدد كبير من الدبلوماسيين وموظفي وزارة الخارجية. في بداية حديثه تناول سعادة السيد جويدو دي سانكتس تاريخ العلاقات الإيطالية القطرية، حيثُ أكد أن البلدين تربطهما علاقات تاريخية بدأت في مطلع سبعينيات القرن الماضي، حين صوتت إيطاليا لصالح انضمام دولة قطر للأمم المتحدة، ومنذ ذلك الحين استمرت العلاقة بين البلدين عبر التواصل الدائم مع السفارة الإيطالية في دولة الكويت، حتى تم الافتتاح الرسمي للسفارة الإيطالية في دولة قطر عام 1992. وأوضح أنه يعمل في دولة قطر منذ ثلاثة أعوام، ومع نهاية العام الحالي سيعود إلى روما بعد 25 عاماً قضاها في العمل الدبلوماسي داخل إيطاليا وخارجها، مشيراً إلى أهمية العمل الدبلوماسي في إيطاليا، وفي هذا السياق أوضح أن الدبلوماسي الإيطالي يخضع لعدة اختبارات في اللغات والمجالات المختلفة حتى يثبت جدارته لمهمته الدبلوماسية. كما ذكر سعادته أن هناك نحو أربعة ملايين إيطالي يعيشون في خارج إيطاليا، لافتاً إلى وجود عمالة إيطالية تقصد دول الخليج بشكل عام ودولة قطر بشكل خاص، حيث يعيش في قطر نحو 2100 إيطالي. ونوّه إلى أن دولة قطر أصبحت في السنوات الأخيرة وجهة مفضلة للإيطاليين، إذ يوفر مناخ التنمية الذي تشهده الدولة الكثير من فرص العمل أمامهم، كما أن السمعة الطيبة التي تتمتع بها دولة قطر تشجع الأجانب للعمل بها. وفيما يتعلق بمجالات التعاون الإيطالي القطري، ذكر سعادته أن علاقة بلاده مع قطر واسعة النطاق وتتعدد مجالاتها، معرباً عن تطلعه لتطويرها. وأشار إلى أن من أبرز ملامح هذه العلاقة في الجانب الاقتصادي افتتاح مكتب تجاري إيطالي في دولة قطر في بداية فترة عمله، حيث يعنى بتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وقال السيد جويدو دي سانكتس إن دولة قطر تمر بفترة تحول صناعي هائل، حيث تسعى من خلال رؤيتها الوطنية إلى التنوع الاقتصادي، والاقتصاد القائم على المعرفة وتعدد المجالات الصناعية، مؤكداً استعداد إيطاليا لتقديم الدعم والاستفادة من تجربتها، إذ إن إيطاليا قادرة على لعب دور هام في هذا التحول الاقتصادي. وفي هذا الصدد، أشار إلى التعاون الإيطالي مع روسيا في هذا المجال على سبيل المثال، حيث أصبحت روسيا وبفضل الخبرات الإيطالية في مجال الصناعة قادرة على التصنيع وأصبحت تمتلك اقتصاداً قوياً. أما فيما يتعلق بالتعاون في المجال العسكري فقد أكد السيد جويدو دي سانكتس، أن افتتاح مكتب ضابط الاتصال والدفاع الإيطالي في دولة قطر من أهم الخطوات التي عززت هذا التعاون، كما أشاد باتفاقية الدفاع التي وقعت بين البلدين عام 2010. وأكد السفير الإيطالي أن مستقبل هذه العلاقة مبشر، حيث انضمت إيطاليا إلى قائمة الدول المزودة لدولة قطر بالعتاد العسكري، إذ يجري التفاوض بين البلدين حول إمكانية تزويد البحرية القطرية بعدد من السفن الحربية المميزة. وفيما يخص التعاون في مجال الطاقة، أكد سعادة السفير أن إيطاليا تنتج 10% من الطاقة فقط، حيث تعتمد على دول أخرى في توفير احتياجاتها ومن أهمها دولة قطر، بالإضافة إلى أن دولة قطر تسير قدماً في مجال الطاقة المتجددة فهناك مشاريع وتجارب مثمرة مثل ابتكار لوحات طاقة شمسية قادرة على تحمل الحرارة وإيطاليا تتطلع للاستفادة من هذه التجارب. وفي ختام حديثه، تطرق سعادة السفير الإيطالي السيد جويدو دي سانكتس إلى العلاقات التي تربط البلدين في المجال الرياضي، حيث أشاد بالاهتمام القطري بالرياضة.