شهدت المشاعر المقدسة حزمة من المشاريع التي حولت شعيرة الحج إلى رحلة إيمانية لا تنسى، خصوصا بعد أن تحولت منشأة جسر الجمرات إلى منظومة متكاملة للتيسير على الحجاج بعد أن كانت الشعيرة تمثل هاجسا للجهات المعنية بسبب التدافع والزحام، لتصبح الجمرات منجزا حضاريا عملاقا، تصعب مجاراته، ولا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنته مع مشروع آخر، وذلك مع انتهاء المرحلة الأخيرة من المشروع التطويري الجديد للجسر، ليصبح مشروعا فريدا من نوعه أحال مشعر منى إلى مدينة عمرانية متفردة في تصميمها العمراني والهندسي، أسهمت في حل المشكلات الناجمة عن الزحام الشديد عند الرمي. يقف الجسر العملاق اليوم بمستوياته الستة ليحسن كفاءة التفويج مع استكمال مشاريع البنية التحتية لتحقيق هذا الهدف على ضوء التجارب العلمية والمحاكاة. والمشروع العملاق يتناسب مع الزيادة الكبيرة لعدد الحجاج، وصمم ليتحمل 12 طابقا، وأكثر من خمسة ملايين حاج في المستقبل، وتبلغ الطاقة الاستيعابية له 300 ألف حاج في الساعة، وبلغت التكلفة الإجمالية للمشروع أكثر من ستة مليارات. ويبلغ طوله 950 مترا وعرضه 80 مترا، ويتألف من خمسة طوابق يبلغ ارتفاع كل طابق 12 مترا، وله 12 مدخلا و12 مخرجا من الاتجاهات الأربعة، بالإضافة إلى منافذ للطوارئ على أساس تفويج 300 ألف حاج في الساعة. وشهدت المشاعر توسعة صحن المطاف وهو أحد أكبر المشاريع الجبارة والتاريخية برفع الطاقة الاستيعابية للمطاف ليضم 105 آلاف طائف ويقوم المشروع على إعادة ترتيب الحرم القديم والتوسعة السعودية الأولى ليتماشى مع توزيع أعمدة الدور الأرضي والبدروم بنسبة 30% وتخفيض عدد أعمدة الدور الأول بنسبة 75% ليكون إجمالي تخفيض عدد أعمدة الحرم بنسبة 44%، ما يمنح الطائفين شعوراً واضحا بالسعة والراحة أثناء الطواف. وتضمن المشروع إعادة إنشاء الحرم القديم والتوسعة السعودية الأولى، وتوسعة المنطقة المحاذية للمسعى لتصبح 50 متراً بدلاً من 20 متراً بدور السطح وبذلك يتم حل مشكلة الاختناق، كما يتضم إعادة تأهيل المنطقة بين الحرم الحالي والتوسعة السعودية الثالثة مع إنشاء جسور للربط بينهما في مناسيب الدور الأول والسطح، وتحقيق الارتباط المباشر لبدروم التوسعة الثانية وكذلك المسعى ليصبح بكامل عرض المبنى الجديد مما يحقق الارتباط والاتصال البصري بالكعبة المشرفة.