الجزيرة - بندر الأيداء: تنامت مؤخراً ظاهرة تسويق استوكات المكيفات ذات المواصفات القديمة عقب تضييق الخناق على الموردين والشركات وقيام وزارة التجارة والصناعة بإتلاف عشرات الآلاف من المكيفات المخالفة التي لم يفصح الموردون عنها عقب المهلة التي منحت لهم بغرض إعادة تصديرها إلى الخارج في ظل عدم معرفة البعض بالحملة التوعوية الضخمة التي ينفذها «المركز السعودي لكفاءة الطاقة» حول مواصفات المكيفات الجديدة. ووقع الكثير من التجار ضحايا لصفقات ضخمة حيث استغل بعض ضعاف النفوس عدم إلمامهم بالقرارات الجديدة وسوقوا لهم المكيفات ذات المواصفات القديمة بأسعار تنخفض بنحو60% عن أسعارها الحقيقية. ويروي التاجر (م ب) الذي فضل عدم الكشف عن ذكر اسمه قصته لـ»الجزيرة» قائلا: ذهبت إلى سوق بيع المعدات الكهربائية وأجهزة التكييف لشراء مجموعة من المكيفات لعمارة تجارية امتلكها في وسط الرياض وتفاجأت بارتفاع الأسعار وبسؤالي عن السبب قال لي البائع إن مواصفات المكيفات تغيرت والأسعار الراهنة تخص المواصفات الجديدة. خرجت من عنده ولم أكترث لعبارة «المواصفات تغيرت» لأنني حينها قلت إن البائع يريد أن يصرَف بضاعته بأي شكل لذلك ذكر لي هذا التبرير وعقب خروجي من المحل وجدت شخصا من احدى الجنسيات العربية واقفا أمام المحل فناداني و»أخذني على جمب» وقال لي: هل تريد مكيفات بأسعار معقولة وماركات ممتازة فقلت له: نعم أريد 45 مكيفاً، فقال: إن أردت أكثر فلدينا كميات متوفرة بالمستودع وعندما تحدثنا عن السعر عرض علي سعراً لم أكن أتوقعه وذهبت معه إلى المستودع وبالفعل وجدت فيه أكثر من 1500 مكيف شباك معروضة بسعر يتراوح بين (550 و600) ريال. وعندما سألته عن سبب بيعها بهذا السعر رد السمسار قائلا: صاحب البضاعة عليه شيكات واجبة الصرف في غضون يومين لذلك فهو مضطر لبيعها بهذا السعر الذي يمثل 45% من سعرها الحقيقي .. فقلت له «والحديث للتاجر»: هل يمكن أن يبيعها لي كاملة فرد السمسار: نعم ولكن شريطة أن تستأجر نفس المستودع من المالك ليكون الإيجار باسمك ومن ثم امتلاك البضاعة بعد الاتفاق وتسليم الفلوس نقداً. وأضاف: حددت مع السمسار موعداً لنلتقي بصاحب البضاعة صبيحة اليوم التالي... وعندما عدت إلى البيت وتداولت الحديث مع ابني الأكبر نبهني إلى أن هناك مواصفات جديدة للمكيفات وأن وزارة التجارة تقوم بحملة لإتلاف المكيفات ذات المواصفات المخالفة.. وإذا تم القبض على البضاعة سيتم إتلافها وأتعرض للغرامة. وتابع التاجر: في صبيحة اليوم التالي اتصلت على السمسار واعتذرت له بأنني صرفت النظر عن شراء المكيفات. وبسؤال «الجزيرة» له لماذا لم تبلغ وزارة التجارة بعد أن علمت بهذه المخالفة رد التاجر: حاولت الاتصال مراراً على السمسار ولكنه أغلق جواله واختفى عن الأنظار حتى انني ذهبت إلى المكان الذي التقيته فيه ولم أجده وحاولت أن اصل إلى المستودع ولكنني لم أستطع على اعبار أننا ذهبنا ليلا إلى مكان البضاعة ولكنني أستطيع أن أقول إن المستودع يقع في جنوب الرياض غرب طريق الخرج. وفصول هذه القصة قد تتكرر كثيراً هذه الأيام في ظل تشديد الرقابة على الأسواق ورغبة الكثيرين في التخلص مما لديهم من مكيفات مخزنة خشية إتلافها من قبل الوزارة، وربما يقع الكثيرون ضحايا لسماسرة السوق السوداء الذين يستغلون جهل البعض من التجار بالقرارات الجديدة المرتبطة بمواصفات المكيفات. في غضون ذلك حذر اقتصاديون من تنامي السوق السوداء لبيع المكيفات المخالفة مبديين تخوفهم من عدم السيطرة عليها إذا توسعت. في ظل تحفظ العديد من الموردين بالإفصاح عما لديهم من مكيفات.