الرباط: «الشرق الأوسط» أشرف الأمير مولاي رشيد شقيق العاهل المغربي الملك محمد السادس، والأمير ألبير الثاني أمير موناكو، مساء أول من أمس برواق باب الرواح في الرباط، على افتتاح معرض «أمير موناكو ألبير الأول في رحلات استكشافية إلى المغرب أواخر القرن 19». ويتضمن المعرض أكثر من مائة صورة ووثيقة تؤرخ لرحلات الأمير ألبير الأول أمير موناكو إلى المغرب ما بين 1894 و1897. كما يتيح المعرض للزوار مشاهدة شريط قصير أنجزه الأمير ألبير في مدينة آسفي سنة 1897 بواسطة آلة تصوير من نوع «كومون» ويعتقد أنه أول شريط سينمائي صور بالمغرب. وقد جرى مؤخرا ترميم هذا الشريط من طرف الأرشيف السمعي البصري لموناكو حصريا من أجل العرض الذي ينظمه أرشيف المغرب في الرباط. ويبرز المعرض أيضا الرصيد الغني لمجموعة من الوثائق الأصلية المنتقاة من أرشيف القصر الأميري لموناكو التي تشهد على قدم العلاقات المتميزة بين المملكة المغربية وإمارة موناكو. ويستمر المعرض إلى غاية 30 أبريل (نيسان) المقبل، ثم من المقرر أن يحتضنه رواق أرشيف المغرب خلال الفترة من 12 مايو (أيار) إلى 31 يوليو (تموز) المقبلين. ويقدم هذا المعرض للجمهور لأول مرة رصيدا مهما من الأرشيف المحفوظ في متحف علوم المحيطات بموناكو الذي يسلط الضوء على رؤية أمير موناكو أواخر القرن التاسع عشر من خلال صور فوتوغرافية ذات قيمة تاريخية كبرى أنجزها بنفسه أثناء الرحلات العلمية التي قام بها للكثير من المدن المغربية. ويعد هذا المعرض ثمرة شراكة بين مؤسسة أرشيف المغرب ووزارة الثقافة، ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون، وجامعة محمد الخامس أكدال، وأرشيف القصر الأميري، ومتحف علوم المحيطات والأرشيف السمعي البصري بموناكو. وترأس الأمير مولاي رشيد والأمير ألبير الثاني بمناسبة افتتاح المعرض حفل التوقيع على اتفاقية شراكة بين عدد من المؤسسات التي تعنى بالتراث بالبلدين. ووقع الاتفاقية جامع بيضا مدير أرشيف المغرب وكل من مدير أرشيف ومكتبة القصر الأميري بموناكو طوماس فويرون، وروبير كولكاغنو المدير العام لمعهد علوم المحيطات مؤسسة ألبير الأول وفانسان فاتريكان، مدير الأرشيف السمعي البصري بإمارة موناكو. وكان ألبير الثاني قد بدأ مساء أول من أمس زيارته للمغرب التي تمتد ثلاثة أيام، على رأس وفد يضم جوزي باديا، مستشار الحكومة للعلاقات الخارجية والتعاون، وديديي غاميردينجر، المستشار بالديوان الأميري. وفي هذا السياق، قال محمد أمين الصبيحي وزير الثقافة المغربي، إن معرض «أمير موناكو ألبير الأول، يعكس عراقة الروابط القديمة بين المغرب وإمارة موناكو، ويوثق لوقائع تاريخية، كما يهدف إلى توطيد الأواصر القديمة جدا بين المملكة وإمارة موناكو». من جانبه قال طوماس فويرون، مدير أرشيفات ومكتبة القصر الأميري بموناكو، إن المعرض يؤرخ للقاء الأمير ألبير الأول، ذي التكوين البحري، بالمغرب، هذا البلد الذي «سحره كليا». مشيرا في هذا الصدد إلى عراقة العلاقات التي تربط المغرب بموناكو، مستشهدا باتفاقية الصداقة والتجارة الموقعة بينهما سنة 1867. وتحدث جامع بيضا، مدير أرشيف المغرب، عن الطابع غير المسبوق لهذا المعرض الذي يسلط الضوء على أوجه متعددة من الحياة في المغرب، البلد الذي كان يعيش آنذاك تحولات عميقة في اتصاله بالغرب، وأضاف أن المعرض يقدم معلومات ثمينة للمؤرخين بشأن الثقافة واللباس والمعمار في تلك المرحلة التاريخية.