جسّدت الأعمال التطوعية التي يقدمها أفراد «الكشافة» بُعداً إنسانياً تمثل في المشاركة وتقديم الجهود الكبيرة في خدمة المجتمع، كما عكست انطباعاً مشرفاً لشباب الوطن، لما يقوم به الكشافة المشاركون من مهام جليلة و خاصة ما يبذلونه من جهد في تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، و تعد المعسكرات الكشفية من أهم الوسائل التي يتم من خلالها تأهيل الشباب للقيام بواجبهم التطوعي تجاه وطنهم الغالي . و نرصد في هذا التحقيق ما يقدمه الكشافة في المعسكرات الكشفية من خلال زيارة معسكر (الناس للناس) الكشفي التابع لجمعية الكشافة العربية السعودية و المقام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. كشف «القائد الكشفي المشرف على معسكر الناس للناس الكشفي، يزيد بن محمد الدوسري» أن عدد القادة المشاركين في المعسكر بلغ ٢٣ قائداً كشفياً بمن فيهم القادة المتطوعون، وعدد 200 كشاف مشارك وجوال، مبيناً أن المعسكر محل عناية ومتابعة و اهتمام من «أ. د. عبدالله بن سليمان الفهد» نائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية، و محل ترحيب و دعم و تشجيع من سعادة عميد شؤون الطلاب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (د. خالد بن راشد العبدان) و وكيل عمادة شؤون الطلاب (د. أحمد الأحمد). و أوضح الدوسري أن المعسكر يتم من خلاله إعداد الكشافين المشاركين، وتأهيلهم بالدورات التدريبية التي تشمل دورة الإسعافات الأولية و اللياقة البدنية، مضيفاً أن أفراد الكشافة ينخرطون في دورات فنون الحبال و القياسات و التقديرات و التخطيط، وكذلك دورة فن التعامل مع الآخرين، مشيراً إلى أن كل هذه الدورات تعزز الجانب الفكري و تعزز من الروح الوطنية في نفوس الكشافين تجاه هذا الوطن الغالي . كما أشاد وزير التعليم العالي و البحث العلمي الموريتاني (سيد ولد سالم) أثناء زيارته للمعسكر بالجهود التي تبذلها المملكة للاهتمام بالشباب و غرس القيم الوطنية في نفوسهم و أشاد بالجهود التي تبذلها الجامعة في توفير مثل هذه التجهيزات للشباب السعودي .. و بين د. خالد العبدان عميد شؤون الطلاب بأن الجامعة تدعم كل ما من شأنه تصحيح الأفكار و تقويم السلوك و تعزيز الحصانة الفكرية في النشء . و تبرز قيمة هذه المعسكرات لما ينعكس في الميدان فللكشافة والجوالة في جمعية الكشافة العربية السعودية دور تطوعي كبير يبرز في المناسبات التي تمر بها بلادنا الغالية، ومن أهم هذه المناسبات "الحج" الذي يتكرر كل عام، حيث يظهر دور هؤلاء "الكشافة" و"الجوالة" في كافة أعمال الحج،و خدمة المعتمرين في شهر رمضان المبارك، خدمة لضيوف الرحمن في "مكة المكرمة" والمشاعر المقدسة و المدينة المنورة ؛ ليسهموا مع عدد من الجهات المعنية في خدمة ضيوف الرحمن، وهذا يأتي سعياً من الجمعية في غرس روح التطوع وحب العمل وخدمة الآخرين لدى الناشئة من أبناء الوطن، إلى جانب تنمية المحبة والتآلف بين أفراد الكشافة، وإحساسهم بالواجب الذي يجب أن يقدموه لضيوف الرحمن، وإظهار الدور المنير للشباب السعودي أمام حجاج بيت الله الحرام ومتابعيهم عبر وسائل الإعلام المختلفة. وتسهم جمعية الكشافة العربية السعودية مع الجهات الحكومية والأهلية التي جندها خادم الحرمين الشريفين للإسهام في خدمة ضيوف الرحمن، فتتشارك بمهمة راحة الحجاج ومتابعة شؤونهم، وذلك بالتنسيق مع مؤسسات الطوافة، ومؤسسات حجاج الداخل، وتعمل على توجيه وإرشاد الحاج الذي قد يضل عن الطريق إلى مقر إقامته في زحمة الناس، وتنقلاتهم بين المشاعر. ويتعاون الكشافة والجوالة التابعون للجمعية مع موظفي أمانة العاصمة المقدسة في منع البائعين المتجولين غير النظاميين من الافتراش في الساحات والطرق العامة، والتأكد من حصول المحلات التجارية على رخص نظامية ووجود الشهادات الصحية للعاملين لمزاولة بيع المواد الغذائية، والتأكد من وضع التسعيرة الرسمية في محل بارز بالمباسط المرخص لها، ومتابعة النظافة العامة، ومراعاة النظافة في المواد الغذائية التي تقدم للحجاج. كما ينتشر الكشافة في عدد من المستشفيات بمكة المكرمة، للإسهام في إرشاد الحجاج المرضى المتحسنين وإيصالهم إلى مقار مؤسساتهم وسكنهم بعد أن يتماثلوا للشفاء، وتنظيم المرجعين في العيادات الخارجية والتخصصية وحفظ النظام داخلها، وإرشاد المراجعين للمستشفى بأماكن العيادات ومرافق المستشفى المختلفة .