بالامس غنت الفنانة الجميلة انغام اغنية الفنانة نجاة الصغيرة انا بستناك .. وهي تقول.. انا بستناك وليلي شمعة سهرانة .. انا بستناك وخدي على الشباك وانتقلت كلمات الاغنية تمتدح حبيبها وتقول ..ياوردة بيضة .ياعقد ياقوت .. وادوب لك في شرباتي ..شفايف الورد .. الي اخر الاغنية .. وفجأة قفزت الي ذهني ذكريات المراهقة وتذكرت قصة حب لجار مراهق في الحارة كان يمارس حبه علي سطح منزله وحبيبته علي بعد خمسة اسطح من منزله ويحمل معه عروسة مصنوعة من القطن يحتضنها ويقبلها ويستعمل لغة الاشارة مع حبيبته .. وعندما تغيب عن الظهور في الموعد المحدد ينكفئ علي وجه باكيا وينتظر اياما ثم يكتشف انها كانت مريضة .. وعندما تظهر ترسم على ورقة مستنقعا وعليه ناموسة فيعرف انها كانت مصابة بالملاريا …؟!! ومرة اخرى سرحت بعقلي وتساءلت هل الحب في القرن الواحد والعشرين سيستمر علي هذا المنوال؟ ؟ المليء بالاحاسيس والعواطف الجياشة والحرمان والوجدانيات التي تعبر عنها عروسة القطن والشبابيك والاسطح والاشارات ..؟؟ هل هذه هي ادوات الحب في القرن الواحد والعشرين. لقد انتقل الحب من الرومانسية والحرمان الي الحب الرقمي ..حب الفيسبوك .. وحب التويتر .. والواتس .. والانستجرام وقريبا سيكون حب الواقع الافتراضي وحب ثلاثي الابعاد ورباعي الابعاد وحب المجسات .. هذه هي ادوات الحب الحديثة ومفاتيحه عند الجيل الجديد .. ثم تجدنا نتساءل لماذا ينصرف الجيل الجديد عن اغانينا ووجدانياتنا والسبب لاننا نغني ونرقص ونفرح بوجداننا المتوارث وادواتنا المحدودة وقيم وطريقة تفكير ذلك الزمن .. الماضي .. بعض هذه الادوات والقيم والتراث لم ولن يعرفها احفادنا واجيال المستقبل .. ربما نستنكر الحب الرقمي لكن هذا هو واقع الحال ..حب آني ..لحظي وتحت الطلب .. لاننتظره علي الشباك او فوق السطوح او نحلم به في الليالي ونعيش الخيال .. فذاك عصر .. وهذا عصر .. وذاك العصر الى زوال لا محالة .. انها سنة الكون والحياة. الموسيقار القدير محمد عبدالوهاب لقب بموسيقار الاجيال لانه آمن واقتنع ومارس الاصالة والمعاصرة ..في فنه .. الاصالة هي الاصل والتراث والتاريخ .. والمعاصرة هي الواقع والمستقبل بمقدراته وادواته ووجدانياته. استعدوا لاستيعاب تحديات الحب الرقمي.. ان العالم تغير..