ارتفعت أسعار النفط أكثر من 4 في المئة أمس، متعافية من أدنى مستوياتها في شهور بفعل توقعات بموافقة «أوبك» في وقت لاحق من هذا الشهر، على خفض الإنتاج للحد من تخمة المعروض. وارتفع خام القياس العالمي مزيج «برنت» 1.50 دولار للبرميل إلى 45.93 دولار بعد أن بلغ أدنى مستوى في ثلاثة أشهر عند 43.57 دولار أول من أمس. وكسب الخام الأميركي الخفيف 1.50 دولار للبرميل مسجلاً 44.82 دولار للبرميل. وكان بلغ أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر أول من أمس عند 42.20 دولار للبرميل. ومن المقرر أن يجتمع منتجو «أوبك» في 30 من الشهر الجاري للاتفاق على تقييد الإنتاج. وجرى التوصل إلى اتفاق إطاري في هذا الشأن في أيلول (سبتمبر) لكن مسؤولين يرون أن المفاوضات في شأن التفاصيل صعبة. ويرغب الكثير من أعضاء المنظمة في زيادة الإنتاج. وكان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قال إن من الضروري أن تتوصل «أوبك» إلى توافق في شأن اتفاق لخفض إنتاج النفط وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية الأحد. وقال محلل شؤون النفط لدى شركة «بي في أم أويل أسوشيتس» لخدمات السمسرة تاماس فارغا في لندن «التقارير في شأن دفعة ديبلوماسية كي تتوصل أوبك إلى اتفاق تدعم الأسواق (...) الارتفاع قد يستمر لفترة قليلة لكن الصورة الأساسية ما زالت تشير إلى اتجاه نزولي». وقال الخبير المتخصص في استراتيجيات الأسواق لدى «أي جي غروب» جينجاي بان، إن معنويات السوق تلقت دعماً من تقارير بأن منتجين رئيسيين منهم إيران والعراق يبحثون تقييد الإنتاج. وتلقت الأسعار دعماً إضافياً من أنباء في شأن هجوم على خط أنابيب رئيسي في نيجيريا. ويرى محللون إن أسواق النفط تتجه صوب تصحيح صعودي بعد شهر من التراجع. لكن إنتاج ليبيا المتزايد من النفط قد يكبح المكاسب. وغادرت أول من أمس ناقلة ميناء راس لانوف الليبي وعلى متنها أول شحنة حديثة الإنتاج من الخام المحلي للتصدير منذ عادة فتح الميناء في أيلول. وزاد إنتاج ليبيا من النفط بمقدار المثلين تقريباً ليصل إلى نحو 600 ألف برميل يومياً في الأسابيع الأخيرة. إلى ذلك أعلنت شركة «كويت انرجي» أمس إنها حصلت على أول شحنة من النفط في مقابل العمل في الرقعة 9 بالعراق، مشيرة إلى أن هذه الدفعة تغطي مستحقاتها عن الفترة الممتدة من بدء الإنتاج حتى حزيران (يونيو) الماضي. وأوضحت في بيان حصري لوكالة «رويترز»، إن هذه الخطوة تأتي بعد توقيع اتفاق في آذار (مارس) الماضي لتصدير وبيع النفط مع الشركة العامة لتسويق النفط (سومو) وهي الشركة الوطنية العراقية المسؤولة عن تسويق النفط العراقي. ووفقاً لهذا الاتفاق تم تخصيص أول شحنة من نفط خام البصرة الخفيف والبالغة 525 ألف برميل للكونسورتيوم العامل في المنطقة 9 والذي تديره شركة «كويت انرجي» والمسؤول عن التنقيب والاستكشاف والإنتاج في هذه الرقعة. وأفاد البيان بأن حصة «كويت انرجي» من هذه الشحنة تبلغ 315 ألف برميل وتعادل مبلغاً مبدئياً قدره 11.8 مليون دولار، لافتاً إلى أن ما تبقى يتم تقسيمه بين الشركاء في المشروع وفقاً لحصصهم.