التقارب الإيراني الروسي يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين البلدين يطرح التقارب الإيراني- الروسي تساؤلات عدة حول مستقبل العلاقات بين هاتين الدولتين اللتين يرى مراقبون أنهما تسيران نحو التحالف الاستراتيجي خاصة بعد ما كشفه رئيس لجنة الدفاع في الاتحاد الروسي فيكتور أوزيروف حول مباحثات مع إيران لبيع صفقات سلاح وإمكانية إعادة استخدام قاعدة همدان الإيرانية. العرب [نُشرفي2016/11/15، العدد: 10456، ص(5)] خطوات ثابتة نحو التحالف طهران – أعلن مسؤول روسي، الاثنين، أن بلاده تجري مباحثات مع إيران من أجل أن تبيع لها صفقات سلاح بقيمة 10 مليارات دولار. وقال رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد (الغرفة الأولى للبرلمان الروسي)، فيكتور أوزيروف، في تصريحات للصحافيين، على هامش زيارة يقوم بها وفد من مجلس الاتحاد إلى إيران، إن هناك مفاوضات تجري بين موسكو وطهران لتوريدها أسلحة ومعدّات بقيمة 10 مليارات دولار، حسبما نقلت عنه قناة “روسيا اليوم”، عبر موقعها الإلكتروني الرسمي. وأوضح أن من بين هذه الأسلحة دبابات من طراز “تي-92”، ومروحيات وطائرات، دون أن يقدم أيّ تفاصيل أخرى بشأنها. ورجّح البرلماني الروسي أن تصدّر روسيا الأسلحة والمعدات التي يجري التفاوض حولها إلى إيران قبل العام 2020، لكنه أكد أن هذه التوريدات لن تتم إلا بموافقة مجلس الأمن الدولي. وأكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو، أن الاتفاق النووي، عزز التعاون بين روسيا وإيران في العديد من المجالات الصناعية والعلمية والتعليمية والثقافية. وأعربت ماتفيينكو عن أملها في حفاظ الرئيس الأميركي الجديد على التزامات بلاده في الساحة الدولية بما في ذلك الاتفاق النووي، وقالت في مؤتمر صحافي مع رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الأحد بطهران، إن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين تتطور بشكل جيد، بينما شدد لاريجاني على ضرورة تعزيز التعاون السياسي والأمني والاقتصادي بين روسيا وإيران. مراقبون يرون أن التعاون بين روسيا وإيران في عدة ملفات وفي مقدمتها الملف السوري، يسير نحو تشكيل تحالف استراتيجي وقال لاريجاني “لقد أجرينا مباحثات مفيدة وجيدة، وكانت لدى ماتفيينكو مقترحات قدمتها في مختلف المجالات، يمكن التنسيق بشأنها بناء على الظروف الإقليمية والدولية”. ونوهت ماتفيينكو بأن وجهات النظر بين روسيا وإيران متطابقة أو متقاربة جدا في الكثير من القضايا، مشيرة إلى أن بلادها تعير اهتماماً كبيراً للتعاون المكثف مع طهران في مجال محاربة الإرهاب. وكانت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي وصلت الأحد إلى طهران، لبحث العلاقات البرلمانية والاقتصادية، في سياق الاتفاقيات التي توصل إليها زعماء روسيا وإيران خلال لقاء باكو في أغسطس الماضي. ولئن تحدَّثت بعض التكهنات عن أن إيران بعد الاتفاق النووي، يمكن أن تقايض الصداقة مع موسكو، مقابل معاملة تفضيلية من واشنطن؛ إلا أن هذه التكهنات سريعا ما ناقضتها حالة من التنسيق والتعاون الروسي- الإيراني شهدتها ملفات عدَّة في مقدمتها الملف السوري. وتصاعدت وتيرة التعاون والتنسيق بين الإيرانيين والروس في عدد من الملفات خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها الملف السوري، ويرى مراقبون أن ذلك يكشف عن حدوث تغيير في شكل العلاقات بين البلدين، بعد أن كانت تتبع نمطًا تقليديًّا يقوم على النفوذ والاحتواء. وبحسب مراقبين فإن إيران اليوم تعني شريكًا استراتيجيّا لروسيا، تقدم لها الدعم في الشرق الأوسط فيما تتلقى منها دعمًا مقابلًا في القوقاز وآسيا الوسطى، وهو الهدف الذي وضعه صانعو السياسة الإيرانية عندما قرروا رفع مستوى العلاقات مع روسيا. وفي ما يتعلق باستخدام روسيا لقاعدة همدان الجوية في إيران، قال البرلماني الروسي إن روسيا لا تحتاج حاليا إلى استخدام قاعدة همدان نظرا إلى تصديق الاتفاقية حول تسليم قاعدة حميميم السورية للاستخدام، لكن روسيا لا تستثني العودة إلى المباحثات مع إيران حول استخدام قاعدة همدان مجددًا. من جهته، قال مدير الدائرة الآسيوية الثانية في وزارة الخارجية الروسية، زامير كابولوف “لدى إيران قائمة كبيرة من المنتجات العسكرية التي يرغبون في شرائها من روسيا، تندرج تحت عقوبات مجلس الأمن الدولي”. ولفت، خلال تصريحات للصحافيين في طهران، الاثنين، إلى أنه “في حال التوصل لاتفاق حول بيع هذه المنتجات، يجب التوجه إلى مجلس الأمن للحصول على موافقة”. وأشار أوزيروف إلى أن “منظومة الدفاع الجوية الروسية (إس – 300)، التي صدّرتها روسيا إلى إيران في قت سابق ستدخل في الخدمة مع نهاية العام 2016”. وتجدر الإشارة إلى أنه في 14 يوليو 2015، توصلت إيران إلى اتفاق نووي شامل مع القوى الدولية (مجموعة 5+1)، يقضي بتقليص قدرات برنامجها النووي، بعد حوالي عامين من المفاوضات، مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها في هذا الخصوص، ومن بينها عقوبات على التسلح. ومجموعة (5+1) تضم الدول الخمسة دائمة العضوية بمجلس الأمن وهي المملكة المتحدة، وفرنسا، وروسيا، والولايات المتحدة، والصين إلى جانب ألمانيا. :: اقرأ أيضاً كيري في مسقط لدفع الحوثيين إلى تقديم تنازلات أردوغان يهدد باستفتاء ضد أوروبا التشيّع.. أداة إيران لنشر نفوذها في القارة السمراء حزب الله يستعرض عضلاته من القصير السورية