تتمتع أغلب صحفنا بعدد من الكتاب المميزين، رغم ذلك لم أفتح في يوم من الأيام مواقع هذه الصحف على النت، ولأني أعيش خارج المملكة لا علاقة لي بطبعاتها الورقية.. هذه القطيعة لم تمنعني من متابعة المقالات والأعمالها الصحفية المميزة والأخبار التي تنفرد بها كل صحيفة.. كل ما ينشر في هذه الصحف يصلني بكل الطرق عدا الطريق المشروعة.. أشكر هذه الصحف على الجهد والمال المبذول وأشكر المواقع الطفيلية على التوصيل وأهنئهم على جني المكاسب.. هذه هي حالي مع كل الصحف السعودية، لم أعد في حاجة أن أتقلب بين المواقع وثمة من يقوم بالمهمة نيابة عني. لم يدرك الكثير أن المشكلة ليست في انكماش الإعلان.. الإعلان موجود وسيبقى مهما كان حجم الانكماش الاقتصادي. المشكلة تكمن في الأسباب التي أدت إلى عزوف الناس عن قراءة الصحف التقليدية على صفحاتها الالكترونية.. تدّعي إحدى الصحف الإلكترونية أن عدد قرائها تجاوز المليون. لا أجد سببا لتكذيب هذا الادعاء.. بقراءتها أستغني عن قراءة كل الصحف. تضع أمامي خلاصة الصحافة السعودية وتزيد عليها.. كل مقال وكل خبر وكل تحقيق مثير نشر في الصحف السعودية تجده فيها.. قص ولزق.. كل منا يستطيع ان يؤسس أفضل صحيفة في نصف ساعة. لا أحتاج خبرة ولا أحتاج موظفين ولا أحتاج صحفيين ولا حتى فراش. البركة في الصحف السعودية. هي من ستدفع تكاليف المواد الصحفية ورواتب الكتاب وتكاليف صيانة المباني وليت الأمر يتوقف عند هذا، بل ستتحمل أي مسؤولية قانونية تترتب على نشر أي مادة ألطشها منهم. لا أعرف هل القائمون على الصحف لا يعرفون أن هناك قانونا اسمه قانون حماية الملكية الفكرية؟ لن يكلفهم اللجوء إليه كثيرا. تتفق الصحف على تعيين مكتب محاماة يمثل الجميع. يرفع دعاوى على كل صحيفة إلكترونية تنقل مواد من الصحيفة بدون اتفاق أو إذن مسبق. يدفع التكاليف أو يحجب. لا أحتاج إلى القول إن الصحف التقليدية اليوم تملك الفلوس والصحف الإلكترونية لا تملك. تملك الخبرة والصحف الالكترونية لا تملك وهكذا. القضية محسومة. العمل على حماية مواد الصحيفة مشروع أخلاقي ومشروع مصير يجب أن تعمل عليه هيئة الصحفيين المنتخبة. التهديدات مشتركة يتم التصدي لها بروح الفريق. الطريف في الأمر أن تهديد الانهيار يطال حتى الصحف الطفيلية. عندما تموت الشجرة المثمرة من الطبيعي أن تموت الكائنات التي تعتاش عليها. نقلا عن الرياض