السعودية تعد لغزا كبيرا بالنسبة لكثير من الثقافات العالمية.. فهي -من وجهة نظرهم- بلد النفط، ومطاردة السحرة، والزواج بأربع نساء، ومنع المرأة من قيادة السيارة.. صورة نمطية قاتمة لا يمل الإعلام الدولي من تكرارها.. ومن خلال احتكاكي بشعوب العالم اكتشفت أسئلة مشتركة (بعضها يصعب نشرها) يطرحونها علي بمجرد علمهم بجنسيتي.. ومن فرط سماعي لها أصبحت بدوري أملك أجوبة مشتركة ضدها (جاهزة ومحبوكة).. فحين يسألني أحدهم مثلا؛ هل صحيح أن الرجال لديكم يتزوجون أربع نساء؟.. أجيبه: أنت شخص ذكي، وسؤال كهذا خاطئ حتى من الناحية الحسابية.. ففي حال تزوج كل رجل بأربع نساء من أين سيحصل البقية على نساء يتزوجوهن.. ثم أعود وأشير إلى أن التعدد حالة استثنائية لا تتجاوز غالبا زوجتين.. وهذا أفضل في جميل الأحوال من الحصول على زوجة وعشيقة.. ثم يأتي السؤال عن منع المرأة من قيادة السيارة؟ فأشير إلى عدم وجود قانون مروري أو شرعي يمنع ذلك ولكنها مجرد تقاليد لا نعلم إلى متى ستستمر معنا.. ثم أنقل الكرة لملعبه وأضيف: يمكن تشبيه الأمر بأمريكا التي لم تملك رئيسة حتى اليوم -رغم عدم وجود قانون يمنع ذلك- وفضلت ترامب على هيلاري كلينتون! ثم يأتي أغبى سؤال في التاريخ؟ هل صحيح أن كل مواطن لديكم يملك ناقة وبئر نفط؟ فأجيبه: معظم السعوديون لم يروا بـئر نفط في حياتهم، أما النياق فأفضل مكان لمشاهدتها أستراليا !! .. وهذه أيها السادة مجرد نماذج لأجوبة جاهزة يمكن أن نخدع بها الخواجات ولكن لا يجب أن نخدع بها أنفسنا.. ● فنحن مثلا نملك مساحات شاسعة من الأراضي (ونأتي في المركز 13 كأكبر دولة في العالم) ومع هذا تفوق أسعار الأراضي لدينا مروج سويسرا وأودية النرويج وضفاف البحيرات في كندا.. ● وفي حين لم يقرر الشرع لأهل المقتول سوى خيارين لا ثالث لهما (إما العـفو أو قبول الدية) أصبحت تجارة الرقاب لدينا تحتسب بالملايين.. ● وفي حين نعاني من فساد مالي، واستباحة المال العام، مازال الفساد لدينا محصورا بالجنس وعلاقات فردية أمر الله بسترها.. ● وفي حين يمكن لشبابنا وشاباتنا معرفة كل شيء لا يكادون يعرفون شيئا عن زوج المستقبل المسؤول عن سعادته أو شقائه مدى الحياة.. ● وفي حين كادت هيلاري كلينتون تنضم لزعيمات ألمانيا وبريطانيا والبرازيل والأرجنتين في قيادة أكبر اقتصاديات العالم، مازلنا نناقش قيادة المرأة للسـيارة.. ● وفي حين نعيش في منطقة جافة وقاحلة.. وفي حين نشتكي من ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه، نأتي كأكثر الشعوب استهلاكا للماء والكهرباء وهـدر الطعام.. .. كل هذه المفارقات تشكل للأجانب لغزا يصعب عليهم فهمه.. وتشكل للسعوديين مفارقات تعلموا التعايش معها..