تحقيق: إيمان عبد الله آل علي يحيي العالم ذكرى اليوم العالمي للسكري التي توافق 14 نوفمبر من كل عام، وتأتي احتفالية هذا العام تحت شعار عينك على السكري، والتي تركز على ترويج وتعزيز أهمية الفحص لضمان التشخيص المبكر للمرض وعلاجه كاستراتيجية أساسية للحد من مضاعفاته الخطيرة. وأشارت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الأخير إلى أن الأمراض المزمنة غير المعدية وتشمل السكري والضغط والكوليسترول والقلب تتسبب في 65% من إجمالي الوفيات في دولة الإمارات. كشفت الإحصاءات الصادرة عن الاتحاد الدولي للسكري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أنّ عدد حالات الإصابة بمرض السكري في دولة الإمارات تجاوز المليون حالة في عام 2015، وكشفت الإحصاءات أن عدد المصابين بداء السكري في العالم يتجاوز 415 مليون شخص، وأن عدد المصابين بهذا المرض في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحدها يناهز 35.4 مليون مصاب، مع توقع ارتفاع هذا العدد ليصل إلى 72.1 مليون مصاب بحلول عام 2040. تلك الإحصاءات والأرقام الخطيرة تؤكد الزيادة في أعداد المرضى المصابين بالسكري في كل أنحاء العالم، وسط توقعات بأن الأعداد ستزيد عاماً بعد عام إذا لم يتم اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحد من انتشاره. وجهود الدولة والجهات الصحية فيها لمكافحة القاتل الصامت كما يطلق على المرض طبياً كبيرة، للحد من انتشاره من خلال الفحص المبكر وتنفيذ البرامج والاستراتيجيات على المدى القصير والطويل. الأجندة الصحية الوطنية أكد الدكتور حسين عبد الرحمن الرند وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع وجمعية الإمارات للسكري أطلقتا مبادرة دائرة رعاية مرضى السكري بهدف دعم وتأهيل مرضى السكري من النوع الثاني أو المعرضين لخطر الإصابة به لتعزيز صحة المجتمع في الدولة والكشف عن نتائج التقرير التي خلص إليه مشروع الأمل لتطوير وسائل وطرق فعالة في التوعية عن مرض السكري والحد من نسبة الإصابة به بين المواطنين والمقيمين بالدولة. وقال: إن مبادرة دائرة رعاية مرضى السكري تساهم في تعزيز شراكات استراتيجية لوقاية المجتمع وتحصينه صحياً بما يدعم الأجندة الصحية الوطنية في تطوير الخدمات العلاجية والوقائية بخفض معدل انتشار مرض السكري في الدولة من نسبة 19.3 بالمئة المسجلة خلال عام 2015 إلى نسبة 16.28 بالمئة بحلول عام 2021 الأمر الذي يعتبر بمثابة دعم لرؤية الإمارات الصحية لعام 2021. وتستند المبادرة إلى ثلاث ركائز أساسية الأولى تتضمن رفع المقدرات العلاجية للكوادر الطبية ودعم المبادرات التي تطلقها وزارة الصحة ووقاية المجتمع والهيئات الصحية المحلية والتي تتناول أهمية التشخيص المبكر والسيطرة على مرض السكري وتثقيف المرضى ومقدمي الرعاية من خلال توفير الموارد والمواد الجديدة الملائمة لمجتمع دولة الإمارات، والثانية تتضمن مشروع الأمل الذي يركز على أدوات التوعية والعناية الذاتية لمرض السكري بالكشف عن أكبر التحديات التي تقف في وجه مرضى السكري والتصدي لها، والثالثة عبارة عن دراسة عالمية عن مرض السكري تشترك في تنفيذها دولة الإمارات. في قمة الأولويات أكد الدكتور عبد الرزاق المدني رئيس جمعية الإمارات للسكري ورئيس المجموعة الخليجية لدراسة السكري إن الانتشار المتزايد لمرض السكري من النوع الثاني في منطقة الشرق الأوسط وضعه في قمة الأولويات للأجندات الرعاية الصحية لدى الحكومات في المنطقة، حيث يتم نشر حملات التوعية وتطوير المراكز الصحية المتخصصة والاستثمارات الاقتصادية وغيرها من الإجراءات لمواجهة الأعداد المتزايدة للمرضى الذين يتم تشخيصهم، ولتعزيز الوعي والوقاية من مضاعفات مرض السكري لدى الأفراد المصابين. وقال: شهدت نسب الإصابة بالمرض زيادة بمعدلات تنذر بالخطر حول العالم، إذ تم تسجيل ما يقارب 415 مليون شخص 8.8% مصاب بمرض السكري من الفئة العمرية بين 20 79 سنة في العام 2015، وبحلول العام 2040 من المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 642 مليون شخص، أي ما يعادل 10.4% من تعداد سكان العالم البالغين. أما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فعدد المصابين بداء السكري في الفئة العمرية 21 79 عاماً 35.4 مليون عام2015 ويتوقع زيادة العدد إلى 72.1 مليون عام 2040. وتنقسم آثار ارتفاع نسبة السكر في الدم غير المنضبط لفترة طويلة إلى مضاعفات الأوعية الدموية الكبيرة مرض الشريان التاجي، ومرض الشريان المحيطي، والسكتة الدماغية ومضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة اعتلال الكلية السكري، واعتلال الأعصاب السكري، واعتلال الشبكية السكري. وأكد أن مرض السكري يعتبر وباءً مستشرياً في المنطقة تزداد معدلاته بسرعة كبيرة بسبب التغير السريع في نمط الحياة، ومن العناصر الرئيسية للوقاية من المرض وإدارته، التغيير في نمط الحياة والالتزام التام بالأدوية. ومع ذلك فإن المشكلة الكبرى لا تزال تكمن في عدم فهم معظم الأفراد للمضاعفات المصاحبة لمرض السكري وآثاره التي تدوم طويلاً على حياة الفرد المُصاب وصحته. وقال: يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية لدى المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، إذ يتضاعف هذا الخطر عندما يعاني المرضى ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري في آن معاً، وهو مزيج شائع. حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون مرض السكري، يمكن لارتفاع نسبة السكر في الدم أن تؤدي أيضاً لخطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية. ارتفاع عدد الإصابات وعلى الرغم من المبادرات التوعوية العديدة في منطقة الشرق الأوسط إلا أن المنطقة لا تزال تشهد ارتفاعاً خطيراً في عدد الإصابات بمرض السكري. وكعامل مؤثر بشكل رئيسي في الصحة العامة، يشكّل مرض السكري تهديداً أكثر عمقاً مع وجود عدد كبير من الحالات غير المشخّصة بعد، حيث يمكن للفحوص الدورية أن تقي من المضاعفات والنتائج الوخيمة المصاحبة لهذا المرض. ووفقاً للدراسات متعددة الجنسيات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية وتناولت أمراض الأوعية الدموية المصاحبة لمرض السكري، تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية أكثر أسباب الوفاة شيوعاً، مع تسببها بنسبة 52% من الوفيات لدى مرضى السكري من النوع الثاني. ولطالما شكّلت الحاجة لتطوير حلول مبتكرة مدعومة من رؤى بحثية هدفاً مستمراً على الصعيد الوطني في كافة دول المنطقة، ليس فقط من أجل خفض مستويات السكر في الدم بشكل فعال وتقليل فرص الإصابة بأمراض القلب على المدى الطويل، بل أيضاً لتوفير نهج شامل لإدارة نمط حياة الأفراد. أربعة عوامل خطورة أكدت د. علا خير الله استشاري أمراض الباطنية أن الأمراض غير سارية هي 4 أمراض رئيسية وتشكل نسبة وفيات على مستوى العالم بنسبة 64% من إجمالي الوفيات، وهي أمراض القلب والضغط والسكر والأورام والجهاز التنفسي. وقالت: مرض السكري له أربعة عوامل خطورة، فإذا كانت موجودة يكون صاحبها عرضة للإصابة بالسكري، أولها التغذية غير الصحية والخمول البدني والتدخين وهو عامل غير مباشر ولكن أثبتت الدراسات ذلك، إضافة إلى تناول الكحوليات وهو عامل مسبب في الدول الأوروبية، حيث إن التغذية غير السليمة تسبب زيادة في الوزن وإذا تطور الأمر يؤدي للسمنة، ومن المهم التركيز على برامج مكافحة السمنة وتعزيز القيام بالأنشطة الرياضية، إضافة إلى الكشف المبكر لاكتشاف مرض السكري لدى الأفراد، وتوفير العلاج المناسب حسب أحدث الأدلة العلمية العالمية والتي تتناسب مع طبيعة السكان. وأشارت إلى أن مرض السكري يسبب وفيات بنسبة كبيرة على مستوى العالم. منهجية واستراتيجية واضحة أ. د. مها الرباط المدير التنفيذي لمنتدى السياسات الصحية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أكدت أن الإصابة بمرض السكري في ازدياد، والأصعب أن المرض بدأ ينتشر بين الأطفال بطريقة كبيرة. وقالت: عند الحديث عن الأمراض غير سارية يجب أن يكون هناك منهجية واستراتيجية واضحة للسيطرة على تلك الأمراض، والنظر إلى مسببات المرض، والتعامل بجدية مع المرض. وأشارت إلى أن هناك نسبة من الوفيات عالمياً بسبب السكري والأمراض غير سارية، وتعد أكثر خطورة من الأمراض النفسية. تحسين إدارة المرض من المنزل أطلقت مجموعة أستر دي إم للرعاية الصحية، تكنولوجيا متقدمة للمرضى الذين يعانون الأمراض المزمنة وبالتحديد أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم، وذلك كجزء من برنامجها المبتكر للمراقبة عن بعد الذي يعرف ببرنامج العناية المنزلية بالأمراض المزمنة. وقالت أليشا موبين، المدير التنفيذي والرئيس التنفيذي للمستشفيات والعيادات في مجموعة أستر: تسهم الخدمة الصحية المتكاملة بتمكين المرضى من إدارة المرض من خلال الرصد الدقيق لمستوى السكر في الدم وقراءة ضغط الدم، وإدارة مستمرة للبيانات من خلال تطبيق الهاتف المتصل بمركز الخدمة والتوجيه الاستباقي للمريض من قبل مجموعة من المتخصصين في أستر. وتنطوي الخدمة على تصور ورؤية لحلول رعاية صحية شخصية من شأنها أن تعزز استمرارية الرعاية لضمان الامتثال لنظام إدارة المرض والحد من المضاعفات المرتبطة بالحالة المرضية. وأضافت: تعمل هذه التكنولوجيا من خلال استخدام أجهزة مراقبة ذكية لقياس مستوى السكر في الدم وضغط الدم. وبعد جمع القراءات أو البيانات من قبل الأجهزة يتم تحديثها تلقائياً إلى التطبيق المحمل على هاتف المريض وسيقوم موفر الرعاية بالاحتفاظ بالسجلات الصحية للمريض. كما سيتم مراقبة البيانات الصحية عن كثب من قبل مجموعة من الممرضين والمسعفين المدربين في مركز خدمة العملاء على مدار الساعة. في حال حدوث تغييرات في أنماط القراءة، سيقوم المختصون من أستر بالاتصال مباشرة بالمريض. إطلاق نوعين جديدين أكدت شركة الخليج للصناعات الدوائية - جلفار، أكبر مصنع للأدوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن دورهم في تطوير محفظة جلفار في أدوية وعلاجات مرض السكري، لدعم قطاع الرعاية الصحية في المنطقة. وأعلنت مؤخراً عن إطلاق نوعين جديدين من الأدوية لعلاج مرض السكري الفئة الثانية وهما زيليفيا Xelevia وفيلميتيا Velmetia، لتحسين وصول العلاجات والأدوية الفعالة للمرضى وتقديم الخيارات العلاجية المعززة للأطباء. العادات الغذائية السيئة أكد د. أحمد سامح وزير الصحة المصري الأسبق، حرص المنظمات الدولية والإقليمية على تبني حق الناس في اختيار المواد الأقل ضرراً وتأثيراً في حياتهم اليومية بسبب تناولهم الأدوية. وقال: مرض السكري في ازدياد بسبب العادات الغذائية السيئة وعدم وجود المسح الصحي الكامل، ففي كثير من المجتمعات التي لم يصل فيها مستوى الرعاية الصحية إلى المستوى المطلوب نجد أعداد المرضى بازدياد. وأشار إلى أن مرض السكري لا يسبب الوفاة ولكن مضاعفاته تؤدي إلى إعاقات وتدهور حالة المريض بشكل كبير، فمرض السكري على المدى البعيد لا يقل ضرراً عن أمراض القلب والتي تؤدي في النهاية إلى حياة بائسة. وأكد أن طرق الوقاية من المرض تتمثل في إجراء مسح صحي لمعرفة حجم المرض، والتوعية المستمرة بالعادات الغذائية الصحيحة، والاستمرار في العلاج وعدم الانقطاع بعد التحسن.