×
محافظة حائل

المجتمع بأخلاقه .. وتفشي الأنانية يؤذن بانتشار الفساد

صورة الخبر

حين قررنا كأعضاء لجنة ثقافية أوكِلَ إليها أمر ترتيب وبناء البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية لهذا العام 2014م، كان أول ما بدأ الاهتمام به هو تحديد هوية المعرض ورسالته الثقافية. خضنا من أجل ذلك نقاشًا معمقًا، واستغرق تفكيرنا ساعات طوالاً بين مناقشة اقتراح، واختيار جمل مناسبة، حتى كان الوصول إجماعًا إلى جملة "الكتاب قنطرة حضارة" لتكون شعارًا للمعرض في دورته الحالية، تحمل في طياتها العديد من الرسائل الثقافية الإيجابية، التي تتوافق مع سمت المملكة الثقافي اليوم، بل وتتناغم مع رؤية قائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله-. كان اختيارنا دقيقًا للفظة "قنطرة" التي تعني الجسر، لتكون خط وصل ثقافيًّا مع الدولة الضيف لمعرض الكتاب، وهي مملكة إسبانيا، حيث تمثل اللفظة بمعناها ودلالتها قاسمًا مشتركًا بين الدولتين، وفي ذلك إشارة إلى عمق التواصل بين الثقافة العربية المسلمة والتاريخ الإسباني بوجه عام. وكان اختيارنا للفظة "حضارة" دقيقًا أيضًا، فالحضارة بمعناها الأعم هي: الترجمة المادية والمعنوية لكل ازدهار ثقافي بمفهومها الشامل، التي تنص بحسب إعلان مكسيكو لعام 1982م على: "جميع السمات الروحية والمادية والعاطفية التي تميّز مجتمعًا بعينه، وتشمل الفنون والآداب وطرائق الحياة والحقوق الأساسية للإنسان ونظم القيم والمعتقدات والتقاليد". وبذلك نكون قد حددنا الرسالة الثقافية الكبرى التي يجب أن يعكسها المعرض، انطلاقًا من ثوابت المملكة الثقافية، واستنادًا إلى رؤية الملك عبدالله وتبنّيه للحوار بين الأديان والثقافات الأخرى. وفي يقيني أن الكتاب أهم سبيل إلى ذلك، بما يُمثّله من قيمة معرفية، وقيد توثيقي لمختلف الآراء والأفكار، التي بنفي الجهل عنها يتحقق السلام، وقديما قالوا: "الناس أعداء ما جهلوا". وفي هذا الإطار يمكن استحضار تلك الرواية التراثية التي تقول: إن رجلاً كان يمشي في الصحراء، فرأى ظلاً من بعيد، فتصوّره للوهلة الأولى وحشًا، وحين اقترب منه تبيّن له أن فيه ملامح إنسان، وحين اقترب أكثر وأكثر تبيّن له أنه أخوه ابن أمه وأبيه. دلالة هذه الرواية واضحة في قيمة معرفة الآخر، ولا تكون حقًّا في عالم الأفكار والثقافات والمعتقدات إلا بالاطلاع على مختلف ما بين يدي الآخر من كتب ومدونات، والأهم أن يتم الاطلاع عليها بذهنية الباحث عن الحقيقة، أي بذهنية إيجابية تحاول أن تتلمس بواطن الجمال في أي فكرة، وليس بذهنية سلبية تجعل من همها البحث عن الأخطاء. ولعمري فتلك مصيبة المصائب التي بسببها ترتكب اليوم كثير من المحرمات، وتسفك الدماء بغير وجه حق، ويتم وأد الحياة دون سبب معلوم. zash113@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (51) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain