من المرشح الأول لأداء شخصية رأفت علي سليمان الهجان؟ الإجابة الحاضرة بأذهان الجميع تؤكد أنه الزعيم عادل إمام الذي أبدع بأول ملحمة من ملفات المخابرات العامة بدور جمعة الشوان في مسلسل "دموع في عيون وقحة"، وقيل وقتها إنه رفض رأفت الهجان لاعتراضه على السيناريو فتم ترشيح الفنان محمود عبد العزيز .. ولكن للأخير قصة أخرى كشف الستار عنها مرة واحدة .. وأغلق الملف للأبد. القصة بحسب رواية الساحر محمود عبد العزيز أنه كان المرشح الأول للمسلسل بسبب "طبيعة الملامح الشخصية" للبطل فهو بحسب الأحداث وسيم وملامح وجهه تناسب المهاجرين من الغرب لمصر، ويجيد التحدث بعدة لغات، وهذا كله لا ينطبق على عادل إمام ، ولكن الزعيم لم يستسلم وتدخل بكواليس صناعة الملحمة داخل مبنى جهاز أمني سيادي، واستطاع إقناع بعض قياداته أن جماهيريته قادرة على إنجاح المسلسل. الأزمة اشتعلت بعد انتهاء التحضيرات الأولى للمسلسل بمنزل الكاتب المقرب من جهاز المخابرات العامة صالح مرسي، وبحضور المخرج يحيى العلمي، والفنان محمود عبد العزيز، فقد تلقى الأخير عدة اتصالات من الكاتب وحيد حامد تؤكد أن الدور ذهب بالفعل لعادل أمام، وبدأت الأخبار الصحفية تنشر بالجرائد القومية وقتها، الأمر الذي واجهه محمود عبد العزيز بحوار ساخن مع المخرج، قائلًا: مش أنت قلت لي أنك مقتنع بي في الشخصية دي؟ هل أنا جيت ضربتك على أيدك علشان تديني الدور؟”. القصة لها تفاصيل مدهشة بحسب رواية الساحر محمود عبد العزيز، فبعد انتشار الأخبار امتنع عن الاتصال بالمخرج، وكان تعليقه على أخبار بطولة عادل إمام للمسلسل هو: حسبي الله ونعم الوكيل، وشاءت الظروف في ديسمبر 1986، أن تحدث المواجهة بينه وبين عادل إمام وبصحبته زوج اخته الفنان الراحل مصطفى متولي، حيث قال "عبد العزيز" للزعيم، "إيه يا أبو رامي.. إيه لزمتها الوقفة دي دلوقتي علشان نتكلم في موضوع زي ده؟، فرد عليه الأخير قائلًا: إيه أبو رامي دي.. يا عم إن كان على الهجان فأنت اللي حتعمله”. في اليوم التالي مباشرة، تلقى محمود عبد العزيز اتصالاً هاتفياً من أحد الضباط من المخابرات، ليبلغه بأنه سيشارك في مسلسل "رأفت الهجان"، إلا أنه رد على الأخير قائلاً: “مش أنتم اخترتم عادل إمام عايزين إيه تاني؟”، موضحاً أن الضابط عرض عليه دور "محسن ممتاز" الذي ذهب فيما بعد للقدير يوسف شعبان، فرد عليه بـ” حسبي الله ونعم الوكيل، على العموم أنا لي تصرف تاني لما الحلقات تخلص، وتتعرض، علشان مايقولوش إني أسعى إليها.. أنا حروح لرئيس الجمهورية وأطلب التحقيق في الموضوع.. يمكن فيه حد في أسرتي كان جاسوس وأنا مش واخد بالي فسحبتم مني المسلسل، أو يمكن في جريمة أخلاقية ارتكبتها فعايزين تعاقبوني”. التلويح بدخول الرئيس في المعركة على تقديم دور رأفت الهجان، حسم الصراع سريعا لصالح محمود عبد العزيز الذى تلقى تكليفاً عاجلاً بالتوجه لمبنى المخابرات العامة لمقابلة الكاتب صالح مرسي والمخرج يحيى العلمي للتعاقد والبدء في التصوير. وظلت الأزمة معلقة بين الساحر والزعيم حتى الأسبوع الماضي ، عندما أصر عادل إمام على محادثة محمود هاتفياً للاطمئنان عليه بعد انتشار أنباء تدهور حالته الصحية. رأفت الهجان عرض أولاً على محمود عبد العزيز ثم ذهب للنجم عادل أمام وبالنهاية عاد لصاحبه الأصلي ليقدم واحدة من أروع مسلسلات الدراما المصرية.